قيل إذا أردت أن تحقق أحلامك فعليك أن تستيقظ من نومك ؛ وإن كان هذا الكلام هو عين العقل إلا أن الواقع أحيانا قد يخالف ذلك ؛ فتخيل أن يكون النوم بذاته هو الحقيقة للحلم !!

فمثلا الكيميائي فريديرك أوغست اكتشف حلقة البنزين من خلال حلم في منامه جعله يكتشف الحلقة المغلقة ..
وحكى عن العالم الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية أن فكرة هذه النظرية جاءت له في شكل رؤيا حيث رأى أنه ينزلق من فوق جبل وظلت سرعة إنزلاقه تزداد حتى وصل إلى سرعة الضوء حينها بدأت النجوم تأخذ شكلا مختلفا بالنسبة له ليأتي بنظريته النسبية التي غيرت نظرة العالم للفيزياء ..
وقيل أن فكرة اختراع الحمض النووي DNA كان مستوحى من حلم رآه جيمس واتسون عندما رأى ثعبانين متشابكين من رأسيهما بينما أطرافهما على طرفي نقيض ؛ فألهم منها اكتشاف تركيب الحمض النووي

ولم يقتصر الإلهام في الأحلام على العلوم فقط بل تخطى ذلك إلى الأدب والروايات فقد كانت رواية فرانكنشتاين لمارلي شيلي مستوحى من كابوس راودها خلال زيارتها للشاعر لورد بايرن رأت فيه تفاصيل تلك الرواية المخيفة لتصبح من أشهر قصص الروايات في العالم ..
وكذلك كان الشاعر الإنجليزي صامويل تيلور قد أملي له في نومه قصيدة قبلاي خان فاستيقظ ليقوم بكتابتها

ولأن كثيرا من الأحلام ساهمت في تغيير مجرى الحياة سواء على صعيد الاكتشافات أو حتى كنذير للكوارث .. فكثير من الناس ألهمتهم أحلامهم على عدم الإقدام على شيء ؛ وكمثال على ذلك ما ذكره فهد الأحمدي في كتابه حول العالم أن جبلا صخما من نفايات الفحم انهار في قرية إبرفان في جنوب ويلز على مدرسة ابتدائية نتج عنه وفاة 140 طفلا !!

كانت تلك الكارثة المروعة مدعاة إلى الطبيب النفسي جون باركر لدراسة الحالة فقد جمع عدد الحالات التي تبنأ فيها الناس بوقوع هذه الكارثة فوصل إلى 60 حالة تم فيها الحلم أو التنبؤ بوقوع هذه الكارثة ؛ فاقترح أن يقوم الناس بإرسال أحلامهم إلى مركز للأحلام للتحذير من وقوع مثل هذه الكوارث مستقبلا ؛ وفعلا تم إنشاء المركز البريطاني للحدس الداخلي في لندن عام 1967 م ، حتى لا تتكرر تلك الحادثة ومأسأة تلك الفتاة التي أخبرت أمها أنها تريد الغياب عن المدرسة لأنها حلمت في صباح ذلك اليوم أن مدرستها قد اختفت وكان مكانها كتلة سوداء يصرخ من تحتها الأطفال !! لكن الأم رفضت هذا المبرر للغياب لتجد ابنتها مدفونة تحت الأنقاض