نجحت مجموعة نادرة من المقتنيات والمعروضات القديمة التي تعود لنصف القرن الماضي في جذب عدد كبير من جمهور الخيمة الرمضانية التي أقيمت مساء الجمعة والسبت 14و15 رمضان 1438هـ بمركز الملك فهد الثقافي، في حين حرص صاحب الركن عبدالرحمن القاسم على أن يدمج هذا العرض بحوار مفتوح مع الزوار يتولى فيه مهمة تثقيفهم بتاريخ الأدوات التراثية وطرق استخدامها.

وتمثل هذه المشاركة مواصلة للدور التثقيفي الذي يقوم به القاسم الذي يلقب بسفير التراث عبر وسائل التواصل وبرامج السناب شات والانستقرام، حيث يرى أن لديه مسؤولية كبيرة تجاه الجيل الجديد وهو الأمر الذي يجعله يبتكر مسابقات تفاعلية لزوار جناحه يقوم فيها بسؤالهم عن مسميات بعض الأدوات التقليدية على أن تكون الجوائز دائماً مستمدة من التراث، لترسيخ المبدأ الذي يعمل عليه القاسم.

يقول عبد الرحمن القاسم أن هذه التجربة تدخل عليه السرور وهو ما يجعله يتكفل بجوائزها بشكل شخصي ” الجمهور متعطش للمعرفة، وفكرة المسابقة جعلت الكثيرين يبحثون عن المعلومة ويسألون آباءهم وأجدادهم كما زادت من شغف الشباب تجاه معرفة طبيعة الحياة في الماضي، لقد كنت أشعر بسعادة مضاعفة حين تأتيني إجابة صحيحة من شباب وشابات قد لا يكون بعضهم عاش في تلك الحقبة من الزمن ” .

يتألف الجناح الخاص بالقاسم من مجموعة عملات قديمة وأجهزة كهربائية –لازال بعضها يعمل- كالمذياع والتلفاز والهاتف بالإضافة إلى ألعاب الأطفال الشعبية وأدوات الضيافة التقليدية والاستخدامات اليومية في المنزل والمصنوعات الجلدية والخشبية التي كانت تستخدم في الري والزراعة واستخراج المياه، فيما يستمر في جمع المزيد من المقتنيات سواء عن طريق الشراء أو المقايضة مع أصحاب متاحف أخرى، في حين يؤكد أن هذه المهنة مازالت بحاجة إلى محققين تراثيين، كما أن استمرارية المشتغلين فيها مازالت بحاجة إلى الاحتواء من المؤسسات الرسمية ذات الصلة.

كانت بداية القاسم مع تصميم المجسمات الطينية قبل أن يبدأ تأسيس متحفه الخاص قبل 12 عاماً تقريباً والذي يتضمن ثلاث سيارات قديمة تعود إلى خمسينات القرن الماضي، ومقتنيات أثرية يتجاوز عمر بعضها 70 عاماً، وقد حصل سفير التراث خلال هذه الفترة على أكثر من 120 درع وتكريم، كما اشتغل على مشروعات لافتة بهدف جذب الناس إلى التراث كان ابرزها صناعة أكبر صحن تمر في العالم، وكذلك أكبر نموذج للنعل الشعبي المعروف بالزبيرية بطول 3.5 متر.