عاش توماس جـيفرسون ثالث رؤساء أمريكا مع جاريته السوداء سالي هـامنجيز وأنجب منها سبعة أطفال جميعهم سود البشرة فنادى بتحرير العبيد خوفا على العنصرية في معاملة أولاده ولكنه لم يفلح ..
وظلت غطرسة الأمريكان وعبوديتهم مستمرة لستين عاما حتى جاء الرئيس السادس عشر أبراهام لينكولن ..

كان هذا الرئيس قد عاش حياة الفقر في طفولته ؛ حتى كان أبوه يؤجر للعمل عند الجيران لكسب المال !! ولعل هذا قد خلق في نفس لينكولن رجلا سياسيا فذا كان حلمه وشغله الشاغل إنهاء عصر العبودية بشتى أشكالها ؛ حتى واصل في الدفاع عن قضيته التي سببت النزاعات وإشعال الحروب الأهلية آنذاك ؛ ومع ذلك استمر لينكولن في خطاباته الأخاذة ضد العبودية حتى استطاع إلغاءها ؛ ولكن بقي التعصب العرقي عند بعض الأمريكيين حتى قام الممثل جون ويلكس بوث باغتيال لينكولن .. ليكون هذا الاغتيال بذاته شمعة الأمل المتوقدة في بقاء حلم لينكولن حيا بإلغاء العبودية ويكون هو بذلك شهيد الحرية وأيقونة أمريكا كلها ..

ولعل أغرب ما وقفت عليه في تاريخ هذا الرئيس العظيم ما ذكره جهاد الترباني في كتابه الرائع مائة من عظماء الإسلام بأن لينكولن كان من أصول أندلسية ؛ مما يعني أن أجداده قد تعرضوا للتعذيب والعبودية من قبل محاكم التفتيش الصليبية وهذا ما جعل لينكولن يمقت العبودية أكثر فأكثر ؛ وليس هذا الغربب الذي قصدته إنما الغريب ما ذكره المؤلف في الكتاب نفسه أن لينكولن كان مسلما قد أخفى إسلامه مخافة أن لا يحقق هذا الحلم ويحرر العبيد الذي كان كثير منهم من مسلمي إفريقيا ؛ كي لا تتكرر معاناة المسلمين مجددا في أمريكا مثل الأندلس ..

وبما إن موضوعنا عن حلم لينكولن ؛ فسنعرج عن حلمه الذي تنبأ فيه بمقتله قبل ثلاثة أيام من وفاته إذ رأى في منامه نعشا في أحد غرف البيت الأبيض والناس يبكون حوله فسأل من في النعش فقيل له ” الرئيس قد أغتيل ”
وبالمناسبة لم يكن حلم لينكولن الوحيد الذي عاش في أمريكا ؛
فشبح لينكولن ما زال يتردد على البيت الأبيض !! فقد رأته زوجة الرئيس كالفين كوليدج ذات مرة وهو ينظر من نافذة المكتب واضعا يده خلف ظهره ..!! وكذلك رآه وينستون تشرشل وغيرهم كثير ، حتى قامت موسوعة ويكيبيديا بفتح صفحة خاصة فيها لشبح لينكولن تذكر فيها كل من رآه ..!!

وأخيرا أعود لتوماس جـيفرسون فاليوم يعيش من نسله 511 حفيد كلهم سمر البشرة لكنهم يمتعتون بكامل حريتهم