روى مندوب المملكة الدائم بالأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، مواقف جمعته بعدد من مندوبي الدول في الأمم المتحدة، وخاصة مندوب سوريا بشار الجعفري، كاشفا عن شعوره تجاه معاناة أطفال سوريا.
وقال المعلمي إن السفراء والدبلوماسيين يحرصون على أن تكون العلاقة المباشرة فيما بينهم ودية، مشيرا إلى حرصه على ذلك مع معظم السفراء ويكاد يكون الاستثناء الوحيد له مع سفير إسرائيل الذي يرفض أن تكون له معه أي علاقة بأي شكل من الأشكال، موضحا «اشتبكنا مع السفير السوري في مناسبات عديدة، في حوارات حادة، وفي وقت من الأوقات كان يخاطبه ويعبر عنه بكلمة «الأخ أو أخي».
وأوضح المعلمي أن المندوب السوري نهض مرة وقال للمعلمي «أنت لست أخي، أخوتك بالنسبة لي كأخوة قابيل وهابيل»، وأنه رد عليه بقوله «أنت أخي في العروبة والإسلام والإنسانية، وسأخاطبك بأخي لأن هذا هو ما تمليه عليّ أخلاقي، وعليك أن يخاطبني بما تمليه عليك أخلاقك».
وأكد خلال برنامج «من الصفر» المذاع على «MBC»، أنه يحاول أن تكون علاقته الشخصية مع السفير الإيراني علاقة ودية برغم التقارع معه بشكل كبير في كثير من المواقف، وكذلك السفير الروسي، ولكن معظم العلاقات الإنسانية تكون علاقات ودية وأنه يحرص كثيرا على إبقائها في هذا النطاق.
وأضاف المعلمي أن دمعته الآن أصبحت أقرب مما كانت عليه في الماضي، موضحا أنه يتأثر كثيرا لرؤية أطفال سوريا وخاصة الطفلين «إيلان» و«عمران» وصورتين أخريين واحدة لطفلة خارجة من الركام احتبست فيها الدمعة لا تستطيع البكاء، وصورة أخرى لطفلين عمرهما 7 و8 سنوات كانت سيدة ممسكة بهما؛ لأن والدهما قضى في إحدى الغارات، كما أنها لا تعرف أين أمهما.
ولفت إلى أن المرأة كانت تتجول بالطفلين بين أرجاء المستشفى، لتجد أحدًا يعرفهما، وكان الطفلان ينظران في ذهول؛ لم يكونا يبكيان، بل لم يستطيعا أن يبكيا، وأن مثل هذه الصور المؤلمة تثير في النفس قدراً كبيراً من الحزن والألم والتحسر على حال الأمة العربية.