صرح مسؤولون أمريكيون، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ضاعت منهم فرصة القبض على زعيم تنظيم القاعدة الذي يُعتقد بأنه المخطط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، ويعتقدون أن التنظيم يخطط في الوقت الراهن لشن هجمة جديدة ضد الأمريكيين، لأنه على ما يبدو كان يخضع لحماية أحد أفراد العائلة المالكة في قطر، وهو عبدالله بن خالد آل ثاني وكان يتلقى دعما منه، وذلك وفقا لتقرير أعدته شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية في شهر فبراير الماضي.

وتقول السلطات الأمريكية: ” إن خالد شيخ محمد وهو العقل المدبر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي بقيادة أسامة بن لادن، وهو الرجل الثاني لزعيم التنظيم ” ، وكانت ثمة علاقة بين محمد المولود في الكويت من أصل باكستاني، والذي يعد واحداً من ضمن أبرز المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وحادث تفجير كنيس جربة في تونس بشاحنة ملغومة، الذي أودى بحياة 19 سائحاً على الأقل، معظمهم من الألمان.

وتم إتهام محمد بأنه على صلة بمؤامرات جرت في الفلبين تستهدف تفجير خطوط ترانس باسيفيك الجوية، وتوجيه طائرة للاصطدام بمقر وكالة الاستخبارات المركزية، إلا أنها أجهضت في 1995، كما يُعتقد بأنه على صلة برمزي يوسف المدان بضلوعه في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993.

وقال جاك كلونان، الذي كان يعمل محققاً في جرائم الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي وتقاعد في وقت سابق من هذا العام، ويعمل حالياً مستشاراً لقناة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية: ” أود أن أقول أنه خطير للغاية، وهو من سيقوم بمهاجمة الولايات المتحدة ” .

وأضاف: ” في عام 1996 تعقب مكتب التحقيقات الفيدرالي محمد في العاصمة القطرية الدوحة في ظل اتهامه بالضلوع في جرائم إرهابية، وكان على بُعد ساعات من القبض عليه، لكن طائرة تنفيذية حكومية مجهزة على نحوِ خاص ونوافذها معتمة، كانت تقف استعداداً لنقل محمد ” .

وزاد: ” لقد حددنا موقع خالد شيخ وكنا مستعدين للدخول للطائرة والقضاء عليه ” .

وواصل كلونان حديثه قائلاً: ” لقد تم تحذير محمد بعد إخبار المسؤولين القطريين بالخطة بفترة وجيزة وتوجه إلى المطار، لقد قام شخص ما بتسريب المعلومات إلى خالد شيخ وتمكن من المغادرة ” .

ويحظى الجيش الأمريكي بحضور قوي في قطر بالفعل، ويقول كلونان إن العائلة المالكة متعاونة بشكل تام، وفي حالة وجود حرب مع العراق، فإن قطر هي مقر القيادة المركزية الأمريكية.

وعرف عن أحد أفراد العائلة المالكة في قطر أنه دأب على توفير ملاذ آمن لعناصر القاعدة، وعلى رأسهم أسامة بن لادن.

قال روهان جوناراتنا، مؤلف كتاب (Inside Al Qaeda) «القاعدة من الداخل» وهو أستاذ في جامعة سانت أندروز باسكتلندا: ” من المؤكد والموثق أن أحد أفراد العائلة المالكة في قطر يدعم القاعدة ” .

وبحسب ما أكده مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، فقد تلقى محمد إشارات تواصل ودعم من قِبل عبدالله بن خالد آل ثاني، أحد أفراد العائلة المالكة في قطر، وكان حينها يشغل منصب وزير الداخلية في قطر ومعروف عنه أنه يحمل أفكاراً أصولية إسلامية راديكالية وعلى صلة بتنظيم القاعدة.

ويُعتقد أن الإرهابي خالد شيخ محمد فرَّ من قطر بجواز سفر منحته إياه الحكومة القطرية، ويُعتقد أيضاً أنه حصل على منزل في قطر بالإضافة إلى وظيفة في إدارة الإنشاءات المائية الحكومية.

وقال المسؤولون: ” إن بن لادن نفسه زار عبدالله بن خالد آل ثاني في قطر في الفترة ما بين عامي 1996 و2000 ” .

قال مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية فضل عدم الإفصاح عن هويته، إن العلاقة مع القاعدة تجاوزت عبدالله بن خالد آل ثاني، وأن هناك أفراد آخرون من العائلة المالكة تعاطفوا مع التنظيم ووفروا ملاذاً آمناً لعناصره ” .

وأضاف كلونان: ” لقد كانت لدينا فرصة بالقبض على رجل خطير وشرير للغاية، لا يزال حتى يومنا هذا يشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، إنه موقف في غاية الحساسية للجيش الأمريكي، بالنظر إلى الدور الذي ستؤديه قطر في حال الحرب على العراق ” .

ولفتت القناة الامريكية إلى حكومة قطر أو وزير داخليتها لم يستجيبوا للاتصالات المتكررة للتعليق على هذا الأمر.