عند قراءة القرآن الكريم يمرّ القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغوياً بين الناس عن معناها الباطن المختلف تماماً.

ومن كلماتنا اليوم الجمعة السابع من رمضان التي قد تُفهم عند العامة خطأ: ” فصالاً ” و ” العفو ” و ” صلداً ” .

يقول تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}، ” العفو ” هنا هو الفضل والزيادة؛ أي أنفقوا مما فَضَل وزادَ عن قدر الحاجة من أموالكم، وليس العفو أي التجاوز والمغفرة.

ويفهم الناس كلمة ” فصالاً ” خطأ في قوله: {فإن أرادا فصالاً عن تراضٍ منهما وتشاور فلا جناح عليهما}، وفصالاً أي: فطام الصبي عن الرضاعة، وليس كما توهم بعضهم أن الفصال هو الطلاق، وأنه يُشرع التشاور والتراضي على الطلاق وهذا خطأ، والصواب ما ذُكر، وتأتي الكلمة أيضاً في موضع ثانٍ: {فلما فصل طالوت بالجنود}، أي خرج بهم للقتال وليس معنى الفصل هنا الحكم.

ومن الكلمات الدارجة ” صلداً ” في قوله: {فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً}، و”صلداً” أي أملس نقياً، وليس معناه صلباً جامداً كما تَوَهّم البعض، والمعنى أن هذا مثلٌ ضرَبه الله للمُرائي الذي ينفق ماله والمؤمن الذي يمنّ بنفقته؛ فمثلهما كمثل الحجر الأملس الذي عليه شيء من التراب فأصابه المطر الشديد فتركه أملس ليس عليه شيء من التراب، وكذا أجر المنان يذهب ولا يبقى منه شيء.