أكدت الجمعية الفلكيّة بجدة، أن راصدي السماء في السعودية والمنطقة العربية يمكنهم رؤية كوكب الزهرة ساطعاً في الأفق الشرقي لقبة السماء خلال شهر رمضان المبارك، وذلك قُبيل شروق الشمس ببضع ساعات، في ظاهرة مشاهدة بالعين المجرّدة.

وقالت الجمعية: قبل شروق شمس السبت الثالث من يونيو 2017 يصل الزهرة إلى أفضل ظهور له في سماء الفجر؛ حيث سيقع الكوكب في استطالته العظمى الغريبة وهي أكبر مسافة زاوية بقبة السماء بمقدار 46 درجة غرب الشمس.

وأردفت: بعد الثالث من يونيو يبدأ الزهرة ببطء في الاتجاه نحو نقطة شروق الشمس وسيعبر الكوكب خلف الشمس، في ظاهرة تسمّى الاقتران العلوي بتاريخ 9 يناير 2018 وفي ذلك الوقت ينتقل الكوكب من سماء الفجر ويعود إلى سماء المساء، وخلال ساعات الفجر حالياً؛ يقع كوكب أورانوس ظاهرياً قريباً من الزهرة، وهناك حاجة إلى استخدام المنظار الثنائي العينية لرؤية أورانوس قرب الزهرة.

وأضافت: أورانوس خافت جداً بمعدل نحو 10 آلاف مرة مقارنة بالزهرة، ويجب عدم الخلط بين أورانوس والنجم “أوميكرون بيسيوم”، حيث سيظهران سوياً في نفس مجال رؤية المنظار مع الزهرة، فكوكب أورانوس يظهر إلى أعلى يسار الزهرة، علماً أن هذا النجم يمكن رؤيته في الأساس بالعين المجرّدة لأنه ألمع بنحو أربع مرات مقارنة بأورانوس.

وقالت: على الرغم من أن الزهرة يبتعد بمقدار 46 درجة غرب الشمس من انحاء العالم كافة إلا أن هذا لا يعني أن وقت شروق الزهرة يكون متساوياً قبل شروق الشمس، وفي المناطق الواقعة عند خط الاستواء يشرق الزهرة قبل ثلاث ساعات من شروق الشمس، بينما في المناطق الواقعة في خطوط العرض الوسطى الشمالية، فإنه يشرق قبل نحو ساعتين من شروق الشمس، ولكن في المناطق الواقعة بخطوط العرض الوسطى الجنوبية، فهو يشرق الزهرة قبل نحو أربع ساعات من شروق الشمس.

وأضافت: هناك سببان لشروق الزهرة مبكراً قبل شروق الشمس في خطوط العرض الجنوبية؛ السبب الأول أن دائرة البروج، وهي المسار الظاهري للشمس والقمر والكواكب، تقع بزاوية حادة على الأفق في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، في حين أنها تصنع زاوية ضحلة في خطوط العرض الشمالية في النصف الشمالي للأرض.

وأردفت: السبب الثاني هو أن الزهرة يقع جنوب دائرة البروج؛ ما يجعل الكوكب يشرق مبكراً في النصف الجنوبي للأرض ومتأخراً في النصف الشمالي.

وأكدت الجمعية أنه بحلول أواخر يوليو 2017 يشرق كوكب الزهرة في خطوط العرض الوسطى الشمالية قبل ثلاث ساعات من شروق الشمس، حيث يكون الكوكب أقرب إلى الشمس في قبة السماء؛ حيث سيقع بزاوية 39 درجة غرب الشمس أواخر يوليو 2017 مقارنة بـ 46 درجة غرب الشمس مطلع يونيو، وهذه المفارقة تتمثل في أن يكون الكوكب قريباً من الشمس لكنه يشرق مبكراً.

وأشارت الجمعية إلي أن السبب في هذا الأمر هو أن دائرة البروج ستقع بزاوية حادة على الأفق قبل شروق الشمس في يوليو مقارنة بمطلع يونيو، لذلك فإن زاوية دائرة البروج تعمل على تعويض التقلص في استطالة الكوكب.