من الذي يحكم قطر فعلًا؟.. سؤال يتبادر إلى الذهن حين ترى التخبط في اللعبة السياسية القطرية ما يوحي بأن الطرف الماسك بالخيوط ليس شخصًا واحدًا خاصة بعد أن تردد عن ضعف في شخصية الحاكم الواجهة تميم، ذلك الضعف الذي حال دون تمكنه من بسط نفوذه في البلاد، وظهور شخصيات تدير بلاط الحكم من خلف الستار وتتصدر مراكز صنع القرار ومتغلغلة في مناشط الحكم مكونة ما يشبه صراعًا خفيًا على السلطة يظهر بين الحين والآخر في زلات السياسة الخارجية لقطر، وفي السطور التالية بعض من هذه الشخصيات والكيانات التي قد تكون فاعلة في السياسة القطرية وربما تكون هي الحاكم الفعلي.

الشيخة موزة
الشيخة موزة بنت ناصر المسند، هي السيدة الأولى السابقة زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووالدة الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد، وترأس مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية ومقرها الدوحة، كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ليس ذلك وحسب بل تتحكم أيضًا في الديوان الأميري القطري، وهي شخصية محورية في حلبة الصراع السياسي في المشهد القطري والتي أكدت المصادر المطلعة أنها كانت الحاكمة الفعلية في ظل النظام السابق واستمرت في توجيه مسار الأمور في ظل حكم نجلها الشيخ تميم الذي يعجز عن عصيان أمر من والدته،ويطيعها طاعة عمياء.
انضمت موزة إلى الأسرة المالكة كزوجة رابعة للشيخ حمد بن خليفة، وبدلًا من أن تعيش على الهامش كما رسم وخطط لها حماها نسجت الشيخة خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم الطامح بخلافة والده، وعملت معه على التخطيط لعزل والده، وخططت أيضًا لتنصيب ابنها جاسم وليًا للعهد.
أما بالنسبة لـ ” تميم ” ، فخططت لتنصيبه أميرًا لقطر، وذلك لشعورها أن زوجها على وشك الموت لمعاناته من المرض، فظلت تخطط لضمان المشيخة لابنها، وهنا اتجهت إلى زيارة لواشنطن تابعها زيارة لـ ” تميم ” ، وصدرت ” موزة ” لواشنطن على أن ابنها هو الأمير القادم وبالفعل هو ما حدث.

الشيخ حمد بن خليفة
بين الحين والآخر تتوجه أصابع الاتهام إلى الشيخ حمد بن خليفة بأنه ما زال ماسكا بخيوط اللعبة السياسية في قطر ولا يعدو أن يكون نجله ولي تميم واجهة للحكم ليس إلا، والبعض يعتبره الحاكم الفعلي للبلاد مدعوما بالحرس القديم في أركان الدولة.

قاعدة العديد
«تُعد حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، وإن كانت تُمثّل الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره».. هذا التصريح عن القاعدة الأمريكية نسب إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في دلالة واضحة على نفوذ الولايات المتحدة المتمثل في القاعدة الجوية العديد داخل قطر وربما تكون فاعلا في السياسة القطرية.

القرضاوي
يوسف القرضاوي الذي أصبح مقربا من العائلة الحاكمة في قطر يفصل لها الفتاوى، وكانت أشهر الفتاوي تلك التي قال فيها القرضاوي بجواز أن يغدر الشيخ حمد بأبيه وينقلب عليه رغم ما في هذا العمل من تعارض مع ما ورد صراحة في القرآن الكريم «ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما»، وحين سؤال القرضاوي قال إن مصلحة الامة تجيز ما فعله حمد وكأن انقلاب حمد على أبيه تم بطلب من الأمة القطرية وليس من زوجته موزة والكيان الإسرائيلي التي كوفئت على الفور بسفارة تقع على مرمى حجر من استديو محطة الجزيرة الذي تصور فيه حلقات الشيخ قرضاوي الشريعة والحياة .
القرضاوي الذي يرأس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، هذا الاتحاد الذي وضعه في خدمة قطر، وفي خدمة المخطط الأمريكي الصهيوني، وفي خدمة الناتو ومشروعه الاستعماري الجديد والذي أقام له تميم بن حمد آل ثانى تكريمات عديدة واستقبله فى قصر الوجبة.
يذكر أن القرضاوي، قد حكمت عليه محكمة مصرية غيابيا بالإعدام مع أكثر من 80 آخرين، وذلك في قضايا تتهمهم بالتحريض والدعوة للتظاهر.

الجزيرة
أنشأت قناة الجزيرة في عام 1996 بمبلغ 150 مليون دولار منحة الدولة، كأول قناة إخبارية تعبر عن لسان حال الدولة.

بدأ بثها في 1 نوفمبر 1996، وتزامن البث مع إغلاق القسم العربي لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية وانطلقت في السنوات الأولى من دون إعلانات ثم بدأت تبثها. هدفت الجزيرة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2001 من خلال الإعلانات، ولكنها فشلت بسبب إحجام المعلنين السعوديين عن التعاقد معها. فوافق الأمير على الاستمرار في تقديم الدعم سنويًا (30 مليون دولار في عام 2004.

اكتسبت المحطة اهتماما عالميا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 عندما كانت القناة الوحيدة التي تغطي الحرب على أفغانستان على الهواء مباشرة من مكتبها هناك، وتبث شريط فيديو لأسامة بن لادن وغيره من زعماء القاعدة.
وقد أدركت قوى سياسية وأنظمة عربية وعالمية نفوذها بل تحدث كثيرون عن خطرها فقامت عدة دول عربية بحظرها، ولم يقتصر الحظر على الدول العربية بل تجاوز ذلك الى دول أجنبية بما فيها إسرائيل التى حظرتها أكثر من مرة، وباتت الجزيرة الذراع الإعلامية لدولة قطر وربما تكون هي الحاكم الفعلي لقطر.

الموساد
يرى البعض أن الموساد قد يكون حاكما فعليا لقطر عن طريق زرع عزمي بشارة وتصديره للعالم العربي بأنه المفكر العروبي وصناعته إعلاميا لينفذ الأجندة المرسومة له بذكاء دخل جدران الموساد، وبأموال قطرية وتأييد تام من حكامها مقابل جلوسه تحت أقدامهم والخنوع كخادم ذليل والنبح على المهاجمين والمنتقدين.
دور عزمي بشارة معقد في الدولة القطرية حيث يقدم بشارة المشورة إلى الديوان الأميري في قطر بالإضافة إلى استشارات لبعض وسائل الإعلام القطري ويدير مركزا بحثيا ممولا من قطر والذي استضاف في عدة مناسبات مرتبطين بتهم إرهاب.

حمد بن جاسم
رئيس وزراء و وزير خارجية سابق في دولة قطر عينه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيسًا للوزراء بعد استقالة رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، استلم عدة مهمات أخرى من بينها رئاسة مجالس إدارات شركات ومؤسسات ضخمة مثل الخطوط الجوية القطرية وجهاز قطر للاستثمار وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري ومشروع اللؤلؤة.
يجمع حمد بن جاسم بين الدهاء السياسى والنفوذ الاقتصادى، وهو، وفق أحد المسئولين الكبار في الدولة، المالك الاقتصادى لقطر.