لا يكتمل الزواج إلا بوجوده، هو ذلك الخاتم الذي يرمز إلى كمال الحياة بين الزوجين، وبأن زواجهما ليس له حدود أو نهاية، لذلك جاء خاتم الزواج على شكل دائرة لا بداية له ولا نهاية أيضاً.

ورغم ذلك، تشتكي العديد من المتزوجات أن أزواجهنّ يخلعون الخاتم الذي يربطهم ببعضهم بعد الزواج متجنبين إبرازه أمام الناس، وكأنهم لا يريدون الإفصاح عن هويتهم الاجتماعية، ربما بهدف الظهور أنهم في سن الشباب، وما زالت الفرصة متاحة أمامهم لبناء علاقات أخرى مع النساء، ولكونهم ما زالوا في عمر الشباب، ويعيشون في حالة من العنفوان والرجولة.

وفي بعض الأحيان تزداد المشاجرات بين الأزواج بسبب اختفاء خاتم الزواج بشكل مفاجئ، والبعض من النساء يعتبرن اختفاءه ما هو إلا استخفاف بالعلاقة الزوجية والروابط بينهما، وربما مؤشر لرائحة خيانة من طرف الزوج، في المقابل، يعتبر بعض الرجال أن وظيفة الخاتم شكلية، ووجوده من عدمه لا يؤثر على جوهر العلاقة الزوجية.

مبررات خلع الرجل خاتم الزواج

قد تكون هناك بعض المبررات التي تجعل الرجل يخلع خاتم الزواج، وعلى المرأة أن تُقنع نفسها بها كي تزيد من الوثاق في علاقتها مع زوجها، وكي تُبعد عنها أي ظنّ أو شكوك من وراء فِعلة زوجها.

من تلك الأفعال أن يضطر الزوج الذي يمارس الكثير من الأعمال اليدوية خارج منزله لخلع الخاتم من يده، ما يعني احتمالية ضياعه أو سرقته في معظم الأحيان، لذلك يتلاشى اهتمامه به، بعكس المرأة التي إذا خلعته فيكون ذلك في منزلها، ويبقى الخاتم أمام أعينها.

ومن طبع المرأة أن تحافظ على مقتنياتها وتحديداً ما يتعلق منها بالزينة والإكسسوارات بحكم اعتيادها على ارتدائها، بخلاف الرجل غير المعتاد على لبس الإكسسوارات، لذلك فقد يفقد الزوج خاتمه بسبب نسيانه أثناء تغسيل يديه في أي مكان.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الرجال من الحساسية جراء ارتدائهم الذهب أو الفضة، لذلك لا يمكنهم الإبقاء على لبسه مدة طويلة، في الوقت ذاته، يعتقد هؤلاء الرجال أن هناك وسائل أفضل للتعبير عن إخلاصهم لزوجاتهم بدلاً من الخاتم، مثل وضع نوع معين من العطور كانت أحضرته زوجته له، أو ساعة ثمينة اشترتها، وهكذا.

وفي سياق آخر، أكدت إحدى الإحصاءات البريطانية أن 1% من حالات الطلاق في العالم تحدث بسبب عدم وضع أحد الزوجين لخاتم الخطوبة في إصبعه، وأن أكثر من 5% من المشاجرات بين الأزواج تشتعل نتيجة للسبب نفسه.

وبرغم أن بعض المجتمعات والثقافات ترى في خاتم الزواج الرمز الحقيقي للترابط بين الزوجين، إلا أن معناه الاعتباري والنفسي قد يتناقص ويختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة لثقافة، ومن رجل لآخر ومن سيدة لأخرى، لذلك تنشب الخلافات بين الأزواج لعدم وجود الخاتم في مكانه الصحيح، والذي يفهمه أحد الأزواج على أنه إعلان واضح على انتهاء العلاقة بين الطرفين، رغم وجود بعض المبررات المقنعة لخلعه.