لا يمكن لأي أحد تدخين السيجار، لأن من يدخنه يمتلك رغبة في تعريف المحيطين به بثقته الكبيرة في نفسه، وأنه قادر على مواجهة أي موقف يتعرض له، حيث يعكس السيجار الإيحاء بالقوة.

وللسيجار تحديداً حديث يحمل كل الرفاهية والعنفوان نظراً لتاريخه الضارب في القدم، والطريقة التي يُصنّع به والمرتبطة بمدى جودته، وبمدخنيه المعروفين من القادة والأثرياء، أمثال ونستون تشرشل وفيديل كاسترو، أو الشباب الذين يرغبون في خلق صورة عنهم تشبههم ببعض الرموز.

ينظر المدخنون للسيجار، على أنه ذكوري، فالنظر إليه يعد مخيفاً لكبر حجمه وضخامته، وفي الواقع، لا يستطيع تدخينه إلا الأثرياء نظراً لسعره المرتفع جداً، علاوة على نكهته الأقوى مقارنة بالسيجارة، وما يؤكد ذلك أن الرجل الذي يدخنه في الأفلام الأجنبية يكون منتسباً إما إلى العصابات أو لرجال يتصفون بالقوة الكبيرة كرجال السياسة أو المجرمين، وبهذا بقيت هذه الصورة مرتبطة في أذهان الناس عن مدخني السيجار، وما هي نوعيتهم.

هل هناك نساء مدخّنات للسيجار؟ وماذا تعني للرجل؟

تكريماً للمرأة، تعد مجموعة “جولييتا” التي أطلقتها كوبا في الأسواق، نوعاً من أنواع السيجار صنعتها الشركة الكوبية الإسبانية “هابانوس” بهدف جذب النساء إلى تدخينه، وكي تتذوقه المرأة بوقت قصير ليتلاءم مع نمط حياتها الناشطة والعصرية، كما تم تمييز هذا السيجار المخصص للنساء فقط، بلونه الفاتح وطوله البالغ 120 ملم، بحيث من يراه يعرف أنه مخصص للنساء فقط.

وفعلياً، تعد مدخنة السيجار شخصية مميزة ومختلفة، كما تتصف بأنها متمردة على التمرد أصلاً، وهذا ما يجعل منها شخصية فريدة، ومثيرة جنسياً وفكرياً لدى القليل من الرجال الذين ينجذبون إلى تلك الشخصيات المختلفة، وعادة ما يكون هؤلاء الرجال مختلفين أيضاً بحكم أن تلك الفتاة بالنسبة لهم قد كسرت كل القواعد لأقصى الدرجات، وأنها غير مكترثة لنظرة المجتمع لها، لذلك تكون مدعاة لإثارتهم بشكل كبير.

ومن المتعارف عليه، أن معظم الرجال في المجتمعات العربية يربطون تدخين المرأة بفعل جنسي، ولأن تدخين السيجار بحد ذاته أمر خارج عن المألوف بالمقارنة مع السيجارة، إلا أن هذا التصرف يعني بالإضافة إلى تمردها أنها واحدة من سيدات الصفوة والنخبة والطبقة العليا، أو من الفنانات اللواتي كنّ يؤدين دور المدخنات بهدف إغواء الرجال.