‏أجزم أن عقدة حكام قطر منذ فترة ليست بالقريبة أنهم لازالوا يمنون النفس أن تلعب قطر دورًا دوليًا أكبر من حجمها وامكانيتها السياسية والاقتصادية والعسكرية .

‏ولهذا أدرك ” تميم ” وحلفائه أن قمة الرياض سوف تعيد قطر إلى حجمها الطبيعي دولة عربية صغيرة يمكنها أن تلعب دورا إقليميا في إطار محيطها العربي والخليجي , وأن قمة الرياض التاريخية كان من أبرز قراراتها ومحاورها محاربة الإرهاب والتطرف وإدانة الدول التي تدعم الإرهاب و تموله وتتيح لعناصره ملذات آمنه وفضاءات ومنابر إعلامية كبيرة, فكل هذه التداعيات و القرارات التاريخية واجتماع أكثر من 56 دولة على أرض عاصمة سلمان الحزم , والذي تبلور عنها بيان واضح وصريح رافض للتدخلات الإيرانية وتأسيس مركز” اعتدال” الذي يعنى بالتطرف الفكري , ومراقبة تلك الجماعات الإرهابية أينما ثقفت .

‏لهذا شعرت الدوحة أن مصيرها العزلة والإدانة الدولية مثلها مثل إيران التي أصبحت في عزله حتى من أقرب جيرانها , وهذا ما يفسر لنا دفاع ” تميم” عن سياسة ايران والتي وصفها( بأنها دولة ذات ثقل إقليمي وإسلامي” وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها…) ولا أعلم أين تلك الحكمة وأين هي ؟ من اعتداءات إيران المتكررة وميلشياتها على المملكة والبحرين والامارات والكويت, وتنكيلها بالشعب العراقي الشقيق ومساندة سفاح االعصر بشار ضد المدنيين وانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية في تلك المدن , وتدخلها في الشؤون اليمنية ووصول اليمن إلى ما وصل اليه بسبب دعمها لا ذنابها (الحوثي والمخلوع) واحتلال جزر عربية , وتهديد الملاحة الدولية , , وسحقها الشعب العربي في الأحواز. وزعزعة الأمن في لبنان ,

‏وأخيرًا كنت أتمني من ” تميم ” الدوحة أن يكون أكثر جرأة ويقول لنا من هي تلك الدولة المجاورة التي لها أطماع في قطر بعد ما امتدح حليفته المارقة إيران !!!!! هل يقصد شقيقته الكبرى المملكة!! التي يتذكر التاريخ الخليجي و العربي على الدوام المواقف الحاسمة والحازمة والتاريخية لها في مواجهة محاولات التدخل في المنطقة العربية من قبل أطراف خارجية لها أطماعها ، ودورها في خلق جبهة خليجية – عربية إسلامية موحدة في التصدي لهذه التدخلات، وهو ما يتجسد بوضوح في عملية استعادة الشرعية في اليمن الشقيق التي سيقف أمامها التاريخ طويلا ليؤكد أنها كانت محطة فارقة وفاصلة في العمل العربي الشجاع القائم على المبادرة والاعتماد على الذات في حماية المصالح العربية العليا وإجهاض مخططات التوسع والهيمنة في منطقتنا.