أوضحت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، حكم من كان من غير المسلمين ونطق بالشهادتين عند موته.

وقالت اللجنة، إن من نطق بالشهادتين قبل بلوغ الروح الحلقوم، ولم يكن يقولها في صحته ويتعاطى أنواع الشرك الأكبر، ثم مات فإنه يعد بذلك مسلما، ويعامل معاملة المسلمين من حيث التغسيل والصلاة عليه، والدفن والدعاء له بالمغفرة والرحمة، يدل لذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.

وأضافت أنه كما تدل عليه قصته عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب وهي: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال : (أي عم ، قل : لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فلم يزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعرضها عليه ويعودان لتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فأنزل الله – عز وجل – : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ، وأنزل الله في أبي طالب قوله: إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، متفق عليه، فقد عرض عليه الشهادة، وهو على فراش الموت ، لكنه أبى النطق بها.

وفي صحيح البخاري، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاد غلامًا يهوديًا في مرضه، وعرض عليه الإسلام فأسلم ، فخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه بي من النار لكن من آمن بالله ولم يؤمن برسوله – صلى الله عليه وسلم – فلا يدخل في الإسلام .