ما زال إصرار المرأة على ارتداء قميص الرجل بعد العلاقة الحميمة يثيرُ التساؤلات. فهل تساءلت عن سبب ارتداء الزوجة لقميص زوجها حتى وإن كانت ملابسها موجودة؟ ولماذا تعتبر ذلك تصرفاً جاذباً؟!

في منتصف القرن العشرين، جاءت هذه الظاهرة كردِّ فعلٍ طبيعي للعنف الذي عانت منه المرأة في مكان العمل أثناء الحرب العالمية الثانية والحديث المتزايد بين النساء حول الحياة الجنسية، التي دفعت جزئياً لصعود الخيال النسائي أثناء الخمسينيات ورغبة المرأة بالإحساس بالاستقلالية وبلوغ مكانة الرجل في المجتمع.

وعندما تكون المرأة خارج منزلها ولا تملك ثوباً للنوم أو أي ملابس لها، يتركز في عقل الرجل أنه قادر على جذب المرأة إليه وإبقائها إلى جانبه وجعلها ترتدي ملابسه كجزء من سيطرته عليها.

وبعد بضعة عقود وفي وقت لاحق، في الثمانينيات، قامت شركة الملابس “فان هوزن” بإنتاج قميص يتميز بشعار “للرجل ليرتديه وللمرأة لاستعارته”، مع صورة لنساء جميلات يرتدين فقط قمصان “فان هوزن” أثناء مزاولتهن لأنشطتهن اليومية.

كما أنَّ ارتداء عارضات الأزياء طويلات الساقين القمصان الرجالية بدون إذن، يمكن أن يُقرأ كعرض للهيمنة والذكاء المتفوق، وإيصال رسالة عبر الكاميرا للذكور حول الأنوثة الصارخة، وأن ارتداء المرأة القمصان الرجالية هي بمثابة بديلٍ للملابس الداخلية المثيرة أو بطانية كمصدر للراحة والدفء، والأهم إظهار أنها هي المسيطرة على الوضع.

وفي بعض الأحيان، فإن ارتداء قميص الرجل بعد إقامة العلاقة يأتي بناء على طلب الرجل، كتعبير عن كونهما أصبحا مقربين جداً وأنها أصبحت ملكاً له، وأن ما بينهما هو أكثر من مجرد علاقة جسدية.

وبالنسبة لبعض النساء، فإنهنَّ يشعرن إن سرقة أو استعارة قميص الرجل هي بمثابة السيطرة على شيء ما في الرجل، أو كعملية تبادل بين ترك شيء أو استعارة شيء كحجة للعودة مرة أخرى.

وإذا قامت المرأة بأخذ أفضل قمصان الرجل، فهذه خطوة ذكية، تليها خطوات لاحقة، بأن تأخذ أفضل أوقاته وتأسر قلبه.