تتعدّد المعتقدات والأفكار الشائعة والمتناقلة عبر الأجيال في مجتمعاتنا الشرقية، ولعلّ أبرزها يكمن في ضرورة شعور المرأة بالآلام خلال العلاقة الجنسيّة! الّا أنّ هذه الأوجاع غير طبيعية ولا يجب أن تكون جزءاً من الحياة الجنسية، بل تدلّ على وجود مشكلة طبّية. فتعرّفي سيدتي الى أسبابها وأحدث طرق علاجها لتتخلّصي منها! لا يُعتبر الجنس أحد الأنشطة الإنسانية الأساسية التي لا تتضمّن إلّا التفريغ الوظيفي الطبيعي، إنما هو العلاقة الأساسية للتعبير عن المشاعر، والتي إذا تزعزت أدّت الى مشكلات جدّية بين الشريكين قد توصلهما الى الطلاق.

تشعر كثيرات بآلام الجماع، ولكنهنّ لا يتوجّهن دائماً إلى الطبيب ظنّاً منهن أنه أمر طبيعي ينبغي أن يرافق الجنس، فتمتنعن عن الممارسة ما يؤدّي الى تضرّر العلاقة.

وفي هذا السياق، قال الاختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد وحالات الحمل المتعثّرة وجراحة المنظار، الدكتور انطوان فرنجية : “قد تحدث هذه الأوجاع السطحية أو الأكثر جدّية في أوّل علاقة جنسية للمرأة، ويمكن أن تصبح مزمنة. وتُقسَّم الى قسمين: الأوجاع الخارجية والداخلية”.

عكس ما يظن البعض لا ترتبط آلام العلاقة دائماً بتشنّجات العضل بل تتخطاها لتشمل أسباباً أخرى متنوّعة، ويعددها فرنجية: «الجلدة الحساسة في هذه المنطقة، إلتهابات المبولة والرحم، بطانة الرحم المهاجرة (endometriosis)، إضافةً الى تشنّجات العضل على مدخل المهبل أو في عضلة الحوض».

الفحص النسائي الشامل

تخجل نساء كثيرات من البوح عن هذه المشكلة، فتحاولن معالجة أنفسهن بالتي هي أحسن، فيقعن بعدد من المشكلات أبرزها الابتعاد عن الجنس، أو تحمّل الآلام لارضاء الشريك. لذلك، تبقى زيارة الطبيب المختص الحل الأنسب والأضمن. ويشرح فرنجية: «عندما تأتي المريضة الى العيادة، تساعدنا عبر إعطائنا تفاصيل حالتها ومكان الألم. ويلعب التشخيصُ دوراً أساساً، لأنه إذا لم يكن دقيقاً ولم يُعرف سبب المشكلة فلن تشفى المريضة.

لذلك، نُخضعها لفحص شامل للمنطقة النسائية، والى فحص الموجات فوق الصوتية للرحم والمبيضات، وفحص بول، إضافةً الى زرع سائل المهبل”