يقع وادي لجب في منطقة جازان، ويعتبر هذا الوادي من ضمن أراضي تهامة في المملكة، وهو تابعٌ للجبال المعروفة في المنطقة باسم ( جبال الريث ).

ويتمثل وادي لجب بشقّ صخريّ، يشكّل بدوره مجرى لمياه السيل التي تخترقه، وذلك لما فعلته به المياه وبفعل أعمال النحت التي شكّلت في الصخر طريقاً لها.

ووادي لجب يأتي نتيجةً لالتقاء واديين ببعضهما البعض، حيث يسمّى الوادي الأوّل بـ ( معرى ) والثاني ( لجب )، يكوّنان مع بعضهما البعض وادي لجب، وهذا الوادي بدوره لم يدخله أحد إلاّ وأصاب قلبه الخوف والهلع، نظراً لارتفاعه العالي ومجراه الضيّق.

يتراوح ارتفاعه بين 300 متر حتّى 800 متر في بعض الأماكن، أمّا عرضه فإنه يتراوح ما بين 4 أمتار إلى 6 أمتار في مناطق منعطفاته، ويبلغ طول هذا الوادي 15 كيلو مترا مربّعا، إلاّ أنه بشكلّ متعرّج، وسيوله تصبّ في الوادي العملاق المعروف باسم ( وادي بيش ).

يعتبر وادي لجب متنزّهاً لأهل المنطقة وأيضاً للزائرين لها، وبالرّغم من أنّه يشكّل خطراً نوعاً ما خاصّة عندما تشتدّ السيول فيه، إلّا أنّه يبقى من الأماكن المفضّلة للسكّان، لكثرة الخضار فيه وخاصّة على جانبيه، حيث تكثر الأعشاب التي تنبت في الصخر، إضافة إلى كثرة الأشجار فيه.

ومما يلفت النظر في وادي لجب وجود الحديقة التي يسموّنها ( الحديقة المعلّقة )، حيث إنّها ترتفع هذه الحديقة عن مستوى الوادي ما يقارب الـ 200 متر، يتفرّع منها علوّ آخر حيث يصل إلى قرابة الـ 400 متر، فيصِل ارتفاع الأشجار فيها إلى ما يزيد عن عشرة أمتار للشجرة.

ويمكنك أن تشاهد داخل الوادي الكثير من الصخور المشكلّة طبقات، والتي تحتوي على الكثير من البازلت وأيضاً الرّخام، وهنالك الجرانيت، وأيضاً الصخور الناريّة والمتحوّلة أيضاً .

«صدى» تجولت في الوادي والتقت عددا من المتنزهين من داخل المنطقة وخارجها ومن جنسيات أجنبية ممن يعملون في بعض السفارات من ألمانيين وفرنسيين وغيرها، وتحدث عدد من المواطنين بأنهم يأتون الوادي للتنزه والذي يعتبر معجزة ربانية ونادر وجود مثله في العالم إلا أنه ينقصه بعض الخدمات كسفلتة الطريق والإنارة والمطاعم والبوفيات وأماكن للنساء ودورات مياه.

وأعرب المواطنون عن حزنهم بسبب مداهمة السيول في الوادي التي تشكل مصدراً خطراً جداً؛ فلم يعد وادي “لجب” تلك اللؤلؤة السياحية التي يقصدها السياح، وخصوصاً من أبناء منطقة جازان، بعد أن شهد حوادث عدة، راح ضحيتها عددٌ من الشباب في مقتبل العمر.

فخلال عامين احتُجز فيه قرابة ٥٠ شخصاً، فيما توفِّي داخله غرقاً ١١ شاباً، آخرها مساء اليوم؛ إذ قضى فيه شابان في العقد الثاني من العمر.

«صدى» تواصلت مع رئيس بلدية محافظة الريث المهندس مفرح الفيفي والذي أوضح بقوله: «البلدية تدرس حاليا الوادي للوصول الى انسب المشاريع التي يمكن تنفيذها بما يحقق الجذب السياحي والامان من السيول والانهيارات الجبلية والنمو الاستثماري وهذا للمدى البعيد».

وأضاف الفيفي، «ندرس أيضا صيانة المرافق الحالية وتاهيلها للاستفادة منها حاليا بشكل اكبر».