لم يعد مستغرباً ظاهرة انتشار السيدات المدخّنات عند دخولنا أي مقهى أو تجمع، وفي كل الأماكن حتى العامة منها، علاوة على ذلك، لم تعد تخشى المرأة من التدخين في العلن بخلاف ما كانت تفعله في السابق، خشية أن يراها أحد من أقاربها لاعتباره أمرا خارجا عن المألوف، ولكن، كيف ينظر الرجل للمرأة المدخّنة اجتماعياً ونفسياً؟

أجاب الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي حول هذا الموضوع بأن الرجل ينظر للمرأة المدخنة على أنها شخصية متمرّدة على العادات والتقاليد والقيم في المجتمع، وخاصة إذا دخّنت في الأماكن العامة، كما أن الأغلب من الرجال يشبّهونها بالمرأة المسترجِلة، وتلك التي لا يفضلون الارتباط بها مطلقا.

وهذا ما أكده اختصاصي العلاج النفسي الدكتور محمد الشقيرات بأن طابع الرجل الذي يحمله تجاه المرأة المدخّنة يعني أنها متمردة وغير مطيعة، راغبة في التساوي معه، وهذا ما هو غير محبب لدى العديد منهم، مضيفاً أن منهم من لا يتردد في سؤال من سيخطبها ما إذا كانت تدخن أو العكس، وإن كانت كذلك، ربما يطلب منها التوقف عنه.

وبحسب الخزاعي، هناك عدة أسباب ينظر فيها الرجل لتدخين المرأة نظرة سلبية، أولها ما يتعلق بالاقتصادي منه، بمعنى أن الأموال التي قد تنفقها المرأة على دخّانها، الأجدر بها أن تنفقها على المنزل بكافة متطلباته، والمساهمة في الأعباء الاقتصادية مع زوجها.

وأضاف أن بعض الرجال يعتقدون أن المدخّنة قد تتعرض للشيخوخة بشكل أسرع من غير المدخّنة، والتسبّب في تجاعيد وجهها، إضافة إلى الخوف من الارتباط بها لما يسببه التدخين من تشوهات للجنين أثناء حملها، عدا عن أمراض صحية أخرى كأمراض القلب والضغط، ما يلحق الضرر بها وبأسرتها، وفق الخزاعي.

ولفت الى أن تدخين المرأة قد يثير الرجل جنسياً، لتضمّنه إشارات ورموزا جنسية إيحائية، وبخاصة تدخين النرجيلة، فمثلاً مسك المرأة لخرطوم النرجيلة أو السيجارة الطويلة قد تكون لها إيحاءات ودلالات جنسية.

أما الشقيرات فقد أوضح أن معظم الرجال ينظرون للمرأة المدخّنة بغرابة، فمن وجهة نظرهم الأولية، قد تكون جاذبة لهم، ولكن الاقتناع بها كزوجة ليس بالأمر السهل، للاعتقاد بأن تدخينها يقلل من أخلاقها، وهذا ما يجعلها غير مقبولة عند الرجال، ولا يميلون للزواج بها.