في كل عام تتجدد المعاناة وتزداد دون أن نرى أي عقوبة أو نظام يحمي عشرات الآلاف من المقررات الدراسية من التمزيق والإهمال.

ظاهرة قيام بعض الطلاب بتمزيق كتبهم الدراسية ورميها في براميل القمامة وعلى الشوارع بعد نهاية الاختبارات تستحق الدراسة والعلاج وايمانا من الدور الوطني لـ ” صدى ” فإنها تطرح هذه الظاهرة على عدد من التربويين وأولياء الأمور والمختصين والمعلمين والطلاب .

ونبدأ أولاً بسبب الظاهرة وهو الطلاب حيث يقول الطالب محمد جعفري طالب ثانوى- إنه يحزنه المشهد الذي يقوم به بعض الطلاب بعد خروجهم من قاعات الاختبارات وهم يتدافعون غير مبالين ممزقين كتبهم بصورة عشوائية ومشوهة لمرافق المدرسة وشوارع الحي .

فيما أعرب الطالب طارق على حسين مشهور عن استغرابه الشديد من هذا السلوك موجهاً نصيحة لزملائه الطلاب بإن يسعوا جاهدين الى المحافظة على كتبهم والحرص على إعادتها إلى المدرسة متى ما طلب منهم ذلك أو الاحتفاظ بها في مكتباتهم المنزلية عسى ان تتم الاستفادة منها.

ويقترح الطلاب محمد عداوي وياسر غابي وسليم الطالعي على كل طالب بإعادة كتبه إلى المدرسة فور الانتهاء من الاختبارات حتى يستفيد منها الزملاء في العام المقبل أو يستفيد منها أحد أقاربهم أو تكون في متناول أسرة المدرسة لتسديد العجز من المقررات أن وجد في العام التالي.

ويدعو كل من محمد عداوي ويوسف أبو القاسم واحمد الدان إلى تخصيص المدارس لجوائز تشجيعية ومكافآت للطلاب الذين يحافظون على كتبهم ويعيدونها نظيفة الى المدرسة بعد نهاية الاختبارات وأن تقوم الجهات المعنية بطبع الكتب وأغلفتها بطريقة تجعلها أكثر تحملا للاستعمال المتعدد من قبل الطلاب.

فيما اقترح الطالب يحيى علي عواجي أن يتم إقامة حفل تكريم للطلاب المحافظين على كتبهم مع حث الآخرين على الاقتداء بهم.

فيما وجه المشرف التربوي يحي أبو علة رئيس قسم التوجيه والإرشاد الطلابي بصبيا أن الإذاعة المدرسية تتحمل جزءاً من المسؤولية حيث يجب توعية الطلاب باضرار رمي الكتب واهدارها بهذا الشكل غير الحضاري.

ويري قائد مدرسة العدايا الابتدائية والمتوسطة محمد مفرح ان تخصم درجات من الطالب وكذلك عدم منحه شهادة تفوق إلا بعد إعادة المقررات الدكتور محمد أبو طالب يدعو لتأسيس صندوق باسم صندوق الكتاب المدرسي يضع الطالب كتابه فيه قبل دخول اللجنة.

وينبه المشرف التربوي مكي النعمي بأن بعض الكتب تحمل العلم وأيات قرانية واحاديثا نبوية لذا فان من واجب الطلبة مراعاة ذلك وعدم ممارسة هذا السلوك ويقترح علي جمالي طباعة الفصلين الدراسيين في كتاب واحد وعدم تسليم أشعار نجاح الطالب إلا بعد استلام المقررات كاملة ووضعها في أماكن خاصة للحفاظ عليها أو تسليمها للمستودعات للاستفادة منها ورصد جوائز تشجيعية الطلاب الذين يحضرون كتبهم سليمة ونظيفة ومكتملة وقال محمد مجربي وخالد قحل ان هذه الظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة ومردها سهولة الحصول على الكتب ومجانيتها.

فيما يؤكد علي أبو طالب مدير مكتب التربية والتعليم بصامطة على دور المعلمين وإدارة المدرسة في توعية الطلاب بسلبيات هذا السلوك. ويشير عيسي عثاثي قائد مدرسة العرضة بصبيا الى ضرورة تثمين الكتاب المدرسي وغرس حب احترامة والحفاظ عليه داعياً لاعادة تدوير طباعة الكتب مرة أخرى أو توزيعها على الدول الفقيرة عن طريق الجهات المسؤولة عن ذلك.

ويقول الدكتور جمعة الخياط رئيس شبكة نادي الصحافة السعودي إن تعود بعض الأطفال والشباب من الذكور منذ صغرنا على رمي الكتاب المدرسي بعد الاختبارات النهائية؛ نظراً لإن الدولة -حفظها الله- تقوم سنوياً بتقديم الكتب المدرسية مجانية للطلبة والطالبات ضمن سياسة المملكة حصول المواطن والمواطنة على مجانية التعليم .

وأضاف الدكتور خياط ما زالت هذه العادة عند البعض سارية حتى الأن، على الرغم من أن كان هناك توجه سابق في وقت ما باستعادة المدرسة للكتب من الطالب للسنة المنتهية قبل استلام شهادة النجاح أو في بداية السنة قبل استلام الكتب الجديدة، لكن يبدوا أنها كانت دعوة خجولة لم تعمم، ولم تطبق، فاستمر الطلبة كعادتهم بالتخلص من كتبهم بعد الأختبار مباشرة حتى قبل طلوع النتيجة ومعرفة إن كان الطالب ناجح أم لا .

ويعتقد د.الخياط أن على وزارة التعليم أن تتصرف وتجد طريقة للحد من هذه العادة الغير حميدة والتي كنا نراها ونحن أطفال وما زلنا نراها في أبنائنا هنا وهناك، ونقترح على الوزارة أن تعمل من خلال بعض المحاضرات في الأسبوع قبل الأخير من بدا الاختبارات على توجيه أبنائنا في كل مراحلهم الدراسية إلى شناعة ذلك الفعل بتقطيع ورمي الكتب بتلك الطريقة الغير محمودة وانها مظهر غير حضاري لنا والحرص على استعادة تلك الكتب وتدويلها والاستفادة منها، وأيضا حث الطلبة على النظافة بعدم تقطيع الكتب والاوراق ورميها في الطرقات مما يسئ لسمعة التعليم والطلبة فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

وزارة التعليم أعفت قائد مدرسة في تبوك على خلفية تقطيع الطلاب لكتبهم ووجهة بدراسة الظاهرة وعلاجها.

وأكد مدير تعليم محافظة صبيا الدكتور عسيري بن أحمد الأحوس بقوله: لا شك ان هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا التعليمي الذي ربي على احترام العلم والمعلم وكتب العلم، وهذا الاستهتار بالكتاب و الذي نراه في بعض المواقع لا يدل على واقع أبنائي الحقيقي ولا يعبر عن سلوكهم، فهناك مساحة واسعة في المؤسسة التعليمة تتمتع بسلوك وممارسات متميزة في التعامل مع الكتاب المدرسي.

وكان الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم، قد أعفى قائد مدرسة بتبوك، على خلفية انتشار مقطع لطلاب برمكي كتبهم المدرسية في الشارع بعد انتهاء الامتحانات.