تبدأ الاسبوع القادم اختبارات نهاية العام الدراسي ، و أيام الإختبارات قد تكون منعطف خطير في مسيرة ابنائنا ليس في مسيرتهم التعليمه ولكن في مسيرة حياتهم فقد يكون لها تأثير سلبي عليهم، فما بين خروج الطالب من الاختبار إلى عودته للمنزل تكمن الخطورة.

سلامة الطلاب في فترة الاختبارات مسؤولية مشتركة، ولكن يبقى البيت هو الأصل، فهو خط الدفاع الأول، والدرع المنيع، لذلك يجب أن يقوم ولي الأمر بدوره في توعية وتوجيه وحماية أبنائه، والمحافظة على سلامتهم، وأن يجتهد في ذلك باستخدام كافة الوسائل التربوية مستعيناً بأهل الرأي في ذلك، وخاصة في مثل هذه الأوقات، وأن لا يضع يده في الماء البارد، ويترك الحبل على الغارب، مكتفيًا بالصراخ “ذاكر يااااااااولد” مهتمًا بالنجاح والامتياز فقط، راميًا بمسؤوليته عن حمايتهم، وسلامتهم على المدرسة، والجهات الأمنية، والثقة المطلقة في أبنائه.
جميل أن نعطي أبناءنا الثقة، ونعززها في أنفسهم، ونُنمِّي فيهم إحساسهم، واستشعارهم للمسؤولية عن سلامة أنفسهم وحمايتها، والقدرة على التعامل مع الظروف المحيطة، وأن نُدعم ذلك بغرس الوازع الديني، ولكن يجب أن تكون لثقتنا حدود -حتى في أنفسنا- فالثقة المطلقة الزائدة عمياء فقد تكون هي باب الهلاك، فليكن لدينا جميعًا مساحة صغيرة من الشك الصحي الذي يدفعنا إلى الحرص، وأخذ الاحتياطات بعيدًا عن التخوين!! فنحن في وقت أصبحت العوامل المُشكِّلة لسلوك وفكر الأبناء كثيرة، وعج زمانهم بالمشتتات والملهيات، مما جعل مهمّة تربيتهم أشق، وأعظم.
وحتى لا يكون الضحية القادمة هو ابنك، سأحاول أن أُذكِّرك ببعض السُبل التي تساعد -بإذن الله- في حمايته.. فأولًا قم بتوعيته بخطورة أيام الاختبارات، وكاشفه بما يكون فيها من سلوكيات منحرفة وشاذة، ثم احرص على معرفة مواعيد بداية ونهاية فترات الاختبارات اليومية، وتولى أنت إيصاله إلى المدرسة، وإرجاعه للمنزل حتى لو اضطررت إلى أخذ إجازة من عملك، وإن لم يتيّسر لك ذلك فاجتهد في البحث عن أفضل وآمن وأسرع وسيلة لإرجاعه للمنزل، والتأكد من دخوله، واشعره بمتابعتك له، علمًا أن أغلب الطلاب يخرج بعد منتصف الوقت مباشرة، فاحرص على تواجدك عند المدرسة مع نصف الوقت المقرر للاختبار، أما إن كانت هناك أكثر من مادة فأكد عليه أن يكون داخل المدرسة، وعدم الخروج سواء للبقالة أو البوفيه، فهذه الفترة الوجيزة بين الاختبارين منزلق خطر، اسأله عن زملائه الذين يراجع معهم قبل دخوله الاختبار أو بعد الخروج، ثم اسأل عنهم إدارة المدرسة، والمرشد الطلابي، مدارستك مع ابنك للمادة والاستعانة ببعض من تعرفهم من المعلمين أفضل من مذاكرة الأصدقاء التي غالبها لا يفيد، وإن كان لا بد من أصدقاء المذاكرة فاحرص أن يكون تحت إشرافك، وفي المنزل، ولا تنس الدعاء فهو خير معين (فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين).