من المعروف أن أحد أسرار النجاح في الحياة العملية هو إدراك حقيقة كيف يراك الآخرون، ويكون ذلك بأن يسأل الفرد نفسه “هل أنا شخص جيد في نظرهم أم أنهم يفضلون الابتعاد عني وتجنب التعامل معي”. الإجابة على هذه التساؤلات تساعد على أن يقوم الشخص بتطوير ذاته والعمل على أن يكون شخصا محبوبا لكل من يحيط به سواء في العمل أو الحياة الإجتماعية. وهو ما يشكل سببا مباشرا في تحقيق مزيد من النجاح في العمل والحياة بشكل عام.

فيما يلي بعض الأمور التي تساعدك على تطوير ذاتك لتكون شخصا محبوبا وجذابا لمن حولك:

معاملة الآخرين باحترام: يتسم عادة الأشخاص الذين يتمتعون بحب الجميع بأنهم يعاملون من حولهم بالقدر نفسه من الإحترام والتهذيب دون النظر لأي اعتبارات أخرى، فهم يؤمنون أن الإحترام الذي يعاملون به الناس هو الأساس، فحتى لو كان هناك شخص لا يشعرون نحوه بالارتياح فانهم سيعاملونه بنفس معاملتهم للجميع، وذلك لأنهم يعتقدون أنهم ليسوا أفضل من أي شخص آخر.

قراءة من حولك: هناك من يعتقد أن مقولة “عامل الناس كما تحب أن يعاملوك” هي مفتاح الحصول على احترام الآخرين وطريقة مثالية للتعامل بين الأفراد سواء في نطاق العمل أو الأصدقاء أو الأقارب، لكن تلك القاعدة تفترض أن الجميع يفضلون التعامل بما تظن أنت أنه الأفضل، بينما قد يكون ذلك مخالفا لتوقعاتهم أو تفضيلاتهم، لذا فإنه من الجيد الاعتماد على المقولة الأخرى التي تقول “عامل الناس كما يحبون هم”، فالأشخاص الذين يحظون بالجاذبية والحب من جانب الجميع يستطيعون قراءة الشخصيات المختلفة للمحيطين بهم ومعرفة ما يسعدهم وما قد يثير ضيقهم، وبالتالي يعاملونهم بالشكل الأنسب والأفضل لكل شخصية على حده.

الإهتمام: تشكل مشكلات الآخرين والمصاعب التي تواجههم في الحياة بشكل عام الجانب الأهم في حياتهم، وعندما يجدون من يكرس نفسه لمساعدتهم بأي طريقة أو حتى بمجرد إبداء الإهتمام فإن ذلك يشعرهم بالامتنان تجاه ذلك الشخص. وعادة ما يكون الأشخاص الذين يحظون بحب وإعجاب الجميع من ذلك النوع. فهم يهتمون بكل تفاصيل حياة من حولهم، ويبدون الحرص على المساعدة والإهتمام بما قد يمثل عبئا على المحيطين بهم، وكذلك مشاركتهم جميع اللحظات التي يمرون بها سواء السعيدة أو الحزينة.

تجنب الحديث عن الذات: يدرك الأشخاص المحبوبون اجتماعيا أن الحديث بإفراط عن الذات وعن نجاحاتهم الشخصية وتعظيم أي شئ يقومون به أمرا منفرا للنفس البشرية، لذلك فهم يتجنبون التحدث عن أنفسهم وإظهار مدى نجاحهم مقارنة بالآخرين، ويفضلون بدلا من ذلك الاستماع والإنصات لما يقوله الآخرون.

تجنب التصنع: من أكثر الأشياء التي تثير استياء المحيطين بشخص ما هو شعورهم بأنه يتصنع كل أفعاله، فهو يظهر الحب دون أن يكون صادقا، ويدعي أشياء ليست حقيقية، ويتظاهر طوال الوقت بصفات ربما ليست فيه، وعادة ما يفترض هذا الشخص أن من حوله لا يدركون ذلك، وبالتالي فإنه يوجد لهم سببا آخر للنفور منه. فالأشخاص المحبوبون اجتماعيا يكونون على طبيعتهم في كل الأحوال، فلا يتصنعون سلوكا ما أو يزيفون مشاعرهم من أجل الآخرين، وهو ما يجعلهم أكثر مصداقية واكثر جاذبية للمحيطين بهم.

الابتسام: يحب الجميع الشخص البشوش الذي يظهر دوما مشاعر السعادة والرضا والتي تنتقل على الفور لمن حوله، فالانسان المبتسم دائما يبث الطمأنينه في نفوس من حوله ويشعرهم بقدر كبير من الراحة النفسية، لذلك فهم يشعرون بالحب والإنجذاب لمن يشعرهم دوما بهذه المشاعر الرائعة.

التفاؤل: يتميز عادة الأشخاص المحببون بأنهم متفائلون طوال الوقت، فهم يعيشون حياتهم كمغامرة شيقة أو رحلة لطيفة، ويواجهون مشكلاتهم بالتفاؤل ومحاولة إيجاد الجانب المضئ في أي شئ يثير الشعور بالضيق أو الغضب، لذلك فهم ينشرون الروح الإيجابية والمتفائلة حولهم ما يزيد من محبة الناس لهم.