بعد الزواج، يجب أن تعرفي أن الخلافات أمر حتمي بينك وبين زوجك في حياتكما. ولكن حين يزيد الأمر عن حدّه وتصبح المشاكل كثيرة جداً تفوق الحد المعقول، من الطبيعي جداً أن تسألي نفسك متى تصبح الخلافات كثيرة ومبالَغاً بها؟ وهل وصلتِ إلى حدّ الإخفاق في علاقتك الزوجية؟

لا تنهاري من بعض المشكلات

قبل أن ترتعبي وتظنّي أن زواجك انهار لأنك تشاجرت مع زوجك مرّتين خلال الأسبوع الفائت، ينصحك الخبراء بالتريّث، لأن بعض الأزواج ببساطة يتشاجرون أكثر من غيرهم. حين يتعلّق الأمر بعدد الخلافات وقوّتها، لا يمكن الحديث عن معادلة محدّدة وثابتة، وما من طريقة تمكّنك من السير بصورة مضمونة في حلّ هذه الخلافات.

في الواقع، يقول الخبراء إن من الطبيعي، لا بل إن من الأفضل للزوجين أن يختلفا من وقت لآخر، لأن الخلاف يعني أن كليكما مهتمّ بالزواج الذي يجمعكما. ويضيفون أن غياب الخلافات كليّاً يدلّ على أن أحد الزوجين تخلّى عن إيمانه بهذه العلاقة.

كيف تعوّضين زوجك بعد الخلاف

بما أن المشاكل بين المتزوجين ليست أمراً محبّباً، يجب عليك وعلى زوجك أن تفكّرا كيف سيعوّض أحدكما للآخر بعد الخلاف. بمعنى آخر، يجب أن تسألي نفسك إن كنت قادرة على حلّ الخلاف، أم هناك مشاكل أعمق موجودة بقوّة بينكما ستمنعكما من الحصول على السلام. يرى المختصّون أن الأزواج الذين يستطيعون أن يتجاوزوا خلافاتهم وأن يحلّوها بالكامل وأن يستعيدوا انسجامهم، قد نجحوا في الاستفادة من الخلاف وحوّلوه إلى مشكلة مثمرة، لأنه سيقوّي الحميميّة والحب بينهما.

عندما يتعلّق الأمر بالخلاف، النوعية هي العنصر الأساسي. لهذا السبب، يجب أن تحرصي على أن يستمر الخلاف بينك وبين زوجك بصورة حضارية وأسلوبٍ تعبيري هادئ ومحترم. احرصي على تفادي الإهانات لتبقي في دائرة الأمان. في المقابل، إن بدأت بمهاجمته وشتمه وانتقاده، فلن تشعري بالامتنان من النتيجة التي ستحصلين عليها.

لا تنبشي الخلافات الماضية

يجب أن تحذري من نبش الخلافات الماضية، أو التشاجر بشأن أمور متكرّرة ومن بعدها الخروج دون حل أو تسوية ترضيكما. من الضروري جداً أن تتخلّصا من جميع المشاكل السلبية الكامنة بعد كل مشكلة وإلا فإن المشاكل ستصبح أعمق.

ويلفت المختصّون إلى أن بداية الخلافات من الفترة الأولى من الزواج ليست مؤشراً مريحاً، ولكن الأمر يمكن أن يُحل ما دام الخلاف لا يؤدي إلى عنف جسدي أو عاطفي.

وأخيراً، إن شعرت بأن الخلافات باتت كثيرة جداً وأنك وزوجك في كل مرة تعجزان عن التوصّل إلى حلّ يرضيكما، فربما يكون الوقت حان لتستشيري خبيراً أو طرفاً ثالثاً يرى الأمر بصورة حياديّة ويوضح لكما الخلل الكامن.