قد يأتي زوجك في أغلب أيامه من عمله مرهقاً، ويشعر بالسوء من اجتماع سيء اضطر أن يحضره، أو من جدال أو خلاف دار بينه وبين زميل له في العمل بسبب مشكلة معينة، ولعله في طريقه علق في زحمة السير…يصل إلى المنزل ويجلس على الكنبة مرهقاً ليأخذ نفساً عميقاً، ويضع برنامجه المفضل على التلفاز ليتفرج راجياً الهدوء والسلام من حوله.

موقف صغير يمكن أن يصبح كارثة
بعدها، تصلين أنت إلى المنزل عائدة من عملك ربما، ترينه وتمدحين الطقس بعبارة معينة. في هذه الحالة، ما هي ردة الفعل التي يجب أن يقوم بها زوجك؟ الجواب على هذا السؤال مهم أكثر مما تظنين.

يقول الخبراء المختصون بالعلاقات إن الزوجين يمكن أن يملكا كامل التحكم في علاقتهما أو أن يحولاها إلى كارثة، وأن الفرق بين التحكم في العلاقة والوضع الكارثي صغير ولكنه جداً مهم.

إذ يرى هؤلاء أن الأزواج الذين يتحكمون بعلاقاتهم يبدون استجابة أكبر بكثير لمحاولات الشريك التقرب منهم ومشاركته بأحوالهم. تعرف هذه المحاولات بالمبادرات العاطفية، وهي جهود يبذلها أحد الزوجين ليلفت انتباه الآخر. هذه المبادرات يمكنها أن تتجلى بشكل مباشر من خلال التقارب والأحضان أو من خلال تعليق بسيط وغير مباشر وغير موجه عن حال الطقس.

لحظات صغيرة تصبح مهمة
يرى الخبراء أن الشركاء الذين يتجاوبون بشكل ايجابي مع هذه المحاولات للتقارب، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، يشعرون برضى أكبر عن زواجهما ويستمر زواجهم لفترة أطول. في دراسة تتناول استجابة الأزواج للعروض العاطفية، تبين أن الأزواج الذين يستجيبون لهذه العروض بنسبة 86% عرفوا زواجا طويلاً وناجحاً، في حين أن من كانوا يبدون استجابة بمعدل 33% وصلوا إلى الطلاق.

مع الوقت، تتحول أصغر اللحظات في الحياة اليومية والتي يمكنها أن تكون غير مهمة إلى واحدة من أهم العناصر في الزواج.

خلال الدراسات، وجد المختصون أن استجابات الأزواج للمبادرة العاطفية التي يبديها الشركاء تختلف بين ثنائي وآخر. فيعمد البعض إلى الاستجابة الايجابية ودعم جهود الشريك، في حين أن آخرين يتجابون بشكل سلبي ويهملون المبادرة، أما الفئة الثالثة، فينتفضون على الشريك ويستجيبون بطريقة هجومية.

مثلاً، في حال التعليق على حال الطقس الواردة أعلاه يمكن للاستجابة أن تكون على الأشكال التالية: يمكن للزوج أن يستجيب بشكل ايجابي مثلاً، وأن يفتح حديثاً طويلاً مع زوجته يصلان فيه إلى الحديث عن مشاعره. في الحالة الثانية، يمكن للزوج أن يتجاوب بشكل حيادي بكلمتين، أو في الحالة الثالثة يمكن للزوج أن ينفث غضبه بزوجته فور تعليقها، وأن يطلب منها أن تصمت لأنه يفضل الهدوء.

وأخيراً، وصل المختصون إلى نتيجة مفادها أن التجاوب الإيجابي والاستمرار في التواصل هو المفتاح الرئيسي بالطبع للحياة الزوجية السعيدة، لأنه يعزز التواصل بين طرفيها ويعمق علاقتهما على جميع الصعد. أما الصد والسلبية، فلا بد أن يوصلا طرفا الزواج إلى الانفصال.