تعتبر منطقة جازان احد اهم الروافد الغذائية في المملكة رغم ان السيول تتجاوز نسبتها 65 بالمائة، وتنحصر معظمها في منطقة جازان التي تفتقر للتخطيط السليم والبرمجة وفق اسس علمية.. واصابع الاتهام تصوب نحو (العقوم الترابية) ، طبيعة المنطقة تختلف عن طبيعة المناطق الاخرى وكذلك لان مناخها وتضاريسها وزراعتها تغاير القطاع الجبلي.

مع العلم ان جازان مر عليها عدد من الحوادث الكبيرة التي تركت اثرا كبيرا على المواطنين ومنها كارثة السيول وحمى الوادي المتصدع، فبعد مداهمة السيول للقرى في صبيا وبيش وساحل الجعافرة والصهاليل دعت الحاجة الى وجود مختصين من ابناء المنطقة يعرفون طبيعتها لوضع الحلول المناسبة وتجاوز إلقاء اللوم على المواطن والعقوم الترابية كما هي العادة كل عام.(صدى) تلقي الضوء على الجانب الاكبر من المشكلة وتتطرق الى موضوع التخطيط والبرمجة وفق أسس علمية.

اهملت فروع الزراعة والمياه جانب الرقابة والاشراف فاقامت مزارع وسط مجاري السيول وحفرت آبارا لسقيا المزارع، وفي الوقت الذي يطلب المواطن من الزراعة حماية الغابات من اعتداءات المجهولين في قطع الاشجار المعمرة تركت الاشجار تنمو وتكبر وتشكل غابات وسط مجاري السيول، ولم تقم بتسجيل العقوم القديمة الاساسية حتى تمنع الاستحداث لكن كل هذا لم يحدث، والذي يعرف اودية منطقة جازان سابقا يعرف الجمال والنظافة التي تتميز بها عن غيرها لانه لا احد يتجرأ ويرمي مخلفات البناء فيها، اما الآن فاشجار الحلفى والعشر والمخلفات تملأ الاودية واصبحت تشكل ايضا خطرا امنيا لاختباء المجهولين والمطلوبين امنيا نتيجة وجود الاحواش وكثافة المخلفات والاشجار بوسطها – فأين يجد له السيل طريقا غير الانحراف عن مجراه ومداهمة القرى نتيجة حتمية لهذه العوامل والعوامل الاخرى اما الجهات المعنية فقد وجدت لها عذرا وهي العقوم واغمضت عينها عن العوامل الاخرى.

.وتمتاز منطقة وادي جازان بارتفاع نسبة الرطوبة فيها لقربها من البحر وارتفاع معدل المطر الذي يبلغ على الساحل 200 مم في السنة، ويزداد هذا المعدل كلما اتجهنا شرقاً ليبلغ 600 مم في السنة. وتهطل الأمطار في المنطقة على موسمين. موسم الصيف خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وموسم الشتاء في شهري ديسمبر ويناير، وتشكل سيولاً جارفة تنحدر عبر الوديان آخذة طريقها لتصب في البحر الأحمرفتذهب هدراً.

‎لقد درج مزارعوا منطقة وادي جازان على استخدام مياه السيول بطريقة الري الحوضي أي بإقامة حواجز ترابية أو حجرية للاحتفاظ بمياه الأمطار وتحويلها إلى أراضيهم وهي طريقة بدائية تساعد على تشبع الأرض واختزانها للماء في جوفها بحيث يمكن زراعتها فيما بعد إلا أن السيول كثيراً ما تأتي عارمة وتجرف في طريقها هذه الحواجز ويذهب الماء إلى البحر وكثيراً ما تظل المياه تغمر الأرض بحيث تتعذر زراعتها في الموسم.

ونظرًا لما سببته هذه السيول من أضرار ومحاصرة العديد من القري وجرف الطرق والممتلكات العامة سارعت الجهات المعنية لاانشاء سدود وعقوم ترابية لحماية القري والممتلكات الا انها ومع الأسف ألحقت أضرار بالاراضي الزراعية حيث أصبحت صحراء والمزارع خاوية وهجرها أصحابها وذلك لعدم وصول مياه السيول اليها ورايها صدى طرحت القضية والتقت عدد من المزارعين من منطقة جازان ومحافظاتها ففي البداية يقول المزارع يحي قاسم عطية من قرية العدايا بصبيا وضع هذه العقوم حول المزارع أدى الى تصحر مزارعنا فنحن نعتمد في ري اراضينا على السيول ونادرا مانعتمد على الآبار الاتوازية المواطير وكثير منا هجر المزارع ويقول المواطن حسن حزيمي من قرية الظبية بصبيا حقيقة تلك السدود أدت لتصحر الارض ولأنها وضعت وأنشأت بطرق غير مدروسة نعم انها تحمي القري من اخطار السيول لكن أدت الى أضرار بالمزارع ويضيف قائلا
مياه السيول التي تذهب هدرا دون ان تستفيد منها المعاميل والشجر وقد تصحرت اراضي
المنطقة الزراعية وتدمرت الطرق بسب تدفق المياه فا العقوم الزراعية تحد من اندفاع السيل وتحوله الى الاراضي لتستفيد منه وقد ادى الدفاع المدني والمحافظات والزراعة والطرق وتسببوا في هذا الجفاف وعجزوا عن ايجاد الحلول المناسبة لها ويتكرر المشهد ويقول المواطن محسن عداوي من قرية العدايا مع الأسف انشات هذه السدود لمصالح اصحاب الاراضي فالأراضي التي تدخل ضمن النطاق العمراني تترفع قيمتها وتصبح سكنية اما تلك خارج النطاق تصبح لاقيمة لها وكذا تصحر اراضينا لانه العقوم توجه مياه السيول للبحر ومن جانبهم أكد كلا من ابراهيم النعمي وعلي خواجي وإبراهيم قصادي واحمد جعفري وهادي بكاري من قري صبيا وبيش بان هذه العقوم ألحقت أضرار بمزاعهم واراضيهم مناشدين الجهات المعنية اعادة النظر ودراسة القضية والعمل على توجيه مياه السيول لاارضيهم .

من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في منطقة جازان اللواء علي محمد العمري » أن الدفاع المدني في المنطقة يعاني من إحداث العقوم المخالفة ‏التي تحوّل مجرى السيول إلى المساكن والمزارع والمتاجر والطرقات، ما يسبب أضرارا ‏كبيرة خصوصا في محافظة بيش والقرى التابعة لها.‏
ونفى أن يكون لإدارته أي دور في إنشاء أو إحداث العقوم الترابية، مشيراً إلى أن الدفاع المدني ضد العقوم التي تشكل بدورها معاناة لهم في مواسم الأمطار وجريان السيول، وأضاف أن هناك تنسيقا في المشاريع التي تقيمها البلدية بالتعاون مع الدفاع ‏المدني في درء مخاطر السيول، وقال «تسببت العقوم غير النظامية في تحويل المياه إلى الطريق العام وإغلاقه لأكثر من عشر ساعات في الموسم الماضي، حيث وجّه أمير المنطقة إلى التعرف على محدثيها وحصرهم، وضُبطَ فيهم محضرٌ رُفع إلى الإمارة لمحاسبتهم».‏
لجنة متخصصة

من جانب آخر، أكد محافظ بيش خالد القصيبي أن هناك لجنة متخصصة لمتابعة العقوم، مكونة من الإمارة والدفاع المدني ‏والزراعة والبلدية، وأنها تجري جولات ميدانية بشكل مستمر، وإذا وجدت عقوما غير نظامية تقوم بإزالتها فورا، مشيراً ‏إلى أن العقوم النظامية تقوم بحماية القرى والمزارع والمواطنين من مخاطر السيول.