قبل ٦ أشهر قابلت أحد الأصدقاء الذين تشرفت بالعمل معه قبل سنوات وحققنا سوياً بعض الانجازات في بيئة عمل محبطة انتقلت منها واستمر هو فيها حتى الوقت الذي قابلته فيه وكان يشتكي من الوضع والضغط والمحسوبيات وقرار حسم الراتب- الذي بنظره من الأساس لايكفي الحاجة! وزيادة مصاريف الحياة وصعوبة الحاضر وسواد المستقبل وختم فضفضته بالتطرق لأحد الأصدقاء الذي كان نشيطاً وقتها في سناب تشات قائلاً : هذا الشخص ألغيت متابعته في وسائل التواصل الاجتماعي لأنه متفاءل بزيادة برؤية ٢٠٣٠!

بالتأكيد ليس من المعقول أو الطبيعي أن يكون جميع البشر متفائلين أو يحملون رغبة التغيير الايجابي، فالسلبي والايجابي يتصارعان منذ الأزل ومثلما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حامل المسك بحديثه العظيم ذكر في المقابل نافخ الكير وأعطى أوصاف وتبعات الاقتراب من كل منهما، وبقي عليك أن تختار كيف تريد أن تكون ذاتك توجهك وجليسك وطموحك..

نعود للصديق، قال لي : وش رايك؟ وش الحل بالوضع اللي أنا فيه؟ قلت له: الحل في طريقة تفكيرك! شفت خوينا اللي متفاءل بزيادة؟ اذا ربي أحيانا لين ٢٠٣٠ تأمل وقتها موقعه وحياته ومنصبه أو أقول لك: شوفه بعد سنة من الان، وفي المقابل راقب وضع وحياة كل من هو متشاءم ويكيل الشتاءم، بالطبع إن لم يتغير وضعه قريباً فلن يكون بخير بعد ١٤ سنة من الآن والله أعلم..

امتعض وتكدر وانتهى اللقاء ثم تواصل معي صاحبنا من الغد بعد حديثنا السابق مبشراً بأولى الخطوات الايجابية في التغيير وهي تطبيقه لمبدأ حسن الظن مع مدراءه وزملاءه- مهما ظهر منهم عكس مايعتقد- ووعد بتطبيق مبدأ آخر مهم لتغيير الحياة وهو “التفكير فيما أريد وليس مالا أريد” !

الزبدة: أنا ، وصديقي المتذمر سابقاً المتغير إيجاباً لاحقاً، وصديقنا النشيط بالتوجه المتفاءل الايجابي على سناب تشات، أصبحنا ولله الحمد في مواقع عمل مهمة خلال أقل من سنة منذ إعلان قائد التحول من مملكة النفط إلى مملكة إرادة الشباب، سمو الأمير محمد بن سلمان عن رؤية ٢٠٣٠ والسبب باعتقادي هو استلهامنا للشجاعة والتغيير ووضع الأهداف الشخصية المتوائمة مع رؤية الوطن الطموحة التي لا سقف لها إن أردنا وآمنا بقدراتنا كسعوديين وبتلك الرؤية صانعة التغيير!

وبالرجوع إلى مقال نشرته قبل عام من الآن، فإن هدفي المذكور آنذاك لعام ٢٠٣٠ قد فاجأني وأصبح قيد التحقيق قبل ٢٠٢٠ بإذن الله.

ختاماً.. كل ما تحتاجه صديقي المواطن هو كثير من الإيمان والطموح والجليس الايجابي، وقليل من العادات السلبية والكسل والتشاؤم فلا تغيير لك إلا بك ولا تطوير لمجتمعك إلا ويبدأ منك أنت..