توسل الشاب علي التونسيين ، خلال برنامج “ عندي ما نقلّك ” (لي ما أبوح به إليك)، الذي يبث على قناة “الحوار التونسي” الخاصة ، لأمه بأن تقبل بمنحها كلية يتم زرعها في جسدها المريض، وهي التي توقفت كليتاها عن العمل منذ 14 سنة، فهي تعاني من قصور كلوي، وتقوم مرتين في الأسبوع بتصفية الدم.

ولم يتمالك التونسيون أنفسهم، ولم يستطيعوا كبح الدموع وهي تتقاطر غصبًا، وهم يشاهدون “ علولو ” ، وهي التسمية التي تحبذها أمه، يبكي، فتنطلق الدموع غزيرة، تخفي وراءها عاطفة جياشة نحو الأم، والتصاقًا يقل وجوده في هذه الأيام حبًّا وحنانًا، ورغبة في إسعاد أمه التي تموت مرتين في الأسبوع، وهي تخضع لتصفية الدم، بحسب تعبيرها، لأربع ساعات كاملة.

“ علولو ” ، كان يتوسل إلى أمه “حيّوتة ” (هكذا يناديها) أن تقبل عرضه، حتى يعيشا معًا، لأنه عندما يصحبها مرتين في الأسبوع إلى المستشفى، كان في كل مرة ينتظر الأسوأ.

الأم المسكينة، وهي العاشقة لابنها، كانت أحن عليه من أي شخص آخر، وهو ما جعلها ترفض أن تأخذ كلية ابنها، خوفًا من أن تراه مجروحًا، يتألم، مثلما تقول، وتضيف “ما جدوى حياتي بدونك يا “ علولو ” ، فماذا لو فشلت العملية..”، في إشارة إلى احتمال موته وهو يجري العملية.

وتقول الأم: “ ماذا لو فشلت في مواصلة لعب كرة القدم، رياضتك المفضلة، وفشلت في الزواج وإنجاب الأطفال، بسبب وجود كلية واحدة في جسمك، إذا قبلت تبرعك لي ” .

وأخيرًا، قبلت الأم “حيّوتة”، على مضض، بمبدأ تبرع ابنها البالغ من العمر 21 عامًا لها بكليته، وسيقوم البرنامج بعرضهما على طبيب مختص في جراحة الكلى، ليجري التحاليل اللازمة، ويتأكد من إمكانية قبول جسمها لكلية ابنها.