ما الأكثر روعة من الاستحمام بماء دافئ بعد يومٍ شاق؟ يا لها من طريقة رائعة للاسترخاء والاستعداد لليلة لطيفة! هذا ما نظنه جميعاً، لكنها معلومة خاطئة تماماً، وإحدى الخرافات التي توارثناها وصدّقناها عن النوم. في ما يلي، تستعرض صحيفة Le Figaro الفرنسية، أشهر الخرافات عن النوم، وكيف ردّ العلم عليها:

– القمر المكتمل يؤثر سلباً على النوم:
دائماً ما يُتهم القمر المكتمل بأن له تأثيراً سلبياً على النوم ويسبب الاضطراب، ويقصر ليالي النائم، ولكن لم يُدِنه العلم مطلقاً، فليس هناك أي دليل علمي يؤكد هذه النظرية؛ بل إن الذهاب للنوم بفكرة سلبية كهذه هو الذي لا يساعد على النوم بسرعة.

– يُمكن النوم أثناء الوقوف:
يستطيع الحصان وطائر الفلامينغو ذلك من دون عناء، لكن نحن لا نستطيع فعل ذلك، فخلال فترة النوم الريمي، أي فترة الحلم، تكبح بعض الخلايا العصبية للدماغ معظم الأنشطة العضلية؛ ما يستحيل معه النوم في وضعية عمودية.

– قلة النوم تجعلك تشيخ مبكراً:
لا يلعب وقت النوم أي دور فسيولوجي في شيخوخة الدماغ. ولكن هناك علاقة بين السن والنوم، فبالنسبة لكبار السن، يكون النوم العميق نادراً، بينما يكون الاستيقاظ في الليل أكثر شيوعاً.
ولأن النوم يلعب دوراً أساسياً في تصنيف المعلومات؛ إذ يعمل في المرحلة الثانية منه على تذكّر أحداث اليوم، يسبب تكرار الليالي المضطربة ارتباكاً في مهام التذكر؛ ما يعزز بعض الأمراض المرتبطة بكبر السن مثل الألزهايمر.

– حمام دافئ قبل النوم:
أخذ حمام دافئ قبل النوم لن يساعد سوى على تأخير ساعة النوم نظراً لما ينتج عنه من رفع للحرارة الداخلية للجسم. عكس ذلك، يأتي النوم عندما تبدأ حرارة الجسم في الانخفاض، ولذلك يكون من الأفضل عدم الاستحمام، أو على الأقل أن يكون حمامك بارداً.

– تعويض العمل الليلي بالنوم نهاراً:
الإنسان ليس مبرمجاً على عدم النوم في الليل، كما يمنعه الفارق بين ساعات العمل الليلية، والأنشطة اليومية خلال عطلة نهاية الأسبوع من ضبط ساعته البيولوجية على إيقاعٍ معينٍ.
بالإضافة إلى أن البيئة والعوامل البيولوجية مثل الضوء، والضجيج، وحرارة الجسم المرتفعة، وإنتاج الميلانين والكورتيزول، تحول دون الحصول على قسطٍ من النوم الجيد خلال النهار. وتكرار هذا السلوك الخاطئ ينتج عنه أمراض القلب، والاضطرابات الأيضية؛ مثل مرض السكري والسمنة، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

– تأثير الهواتف على النوم:
إذا كانت الاختبارات التي أجريت على الحيوانات قد كشفت عن التأثير البيولوجي للموجات الإذاعية وموجات الهواتف الجوالة على النوم، فإنه لا يوجد أي دراسات أجريت على الإنسان لدعم فكرة التأثير السلبي للموجات الكهرومغناطيسية للهواتف على النوم.
في الواقع، التأثير الحقيقي الذي يعود على الإنسان يسببه القلق والشك الناتج عن هذه الأفكار. فإذا كان بإمكان الهواتف النقالة أن تعكر صفو النوم، فإن الخبراء يلقون باللوم على الرنات، أو الضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشة، وليس الموجات الكهرومغناطيسية.

– النوم في عطلة نهاية الأسبوع يعوض النوم المفقود:
يعوض الإنسان النوم المفقود بسرعة؛ إذ يُقدر أنه يعوض 70% من النوم المفقود الناتج عن ليلة أرق شديدة خلال الليلة التالية. ومع ذلك، فإنه سيكون من الصعب تعويض ساعات النوم المتراكمة خلال عدة ليالٍ.

– الكسالى هم من يستيقظون في وقت متأخر:
في الحقيقة، لا تؤثر ساعة الاستيقاظ على البنية البدنية والنفسية للفرد، فإذا كانت كمية النوم متساوية، فيكون الأداء البدني والنفسي في الفترات الصباحية والمسائية هو نفسه.