في كل مرة كنت ادفع فيها من دم قلبي على مخالفات ساهر كنت الجأ الى الله ان يريني حرقة القلب في صاحب الفكرة ..وفي كل مرة ايضا اكتشف ان صاحب فكرة ساهر تاجر اراد تنمية رأس ماله فأقنع الحكومة بفكره الجهنمي على رؤس الاشهاد ..لست ضد النظام كرادع للمخالفين ولكن في كل دول العالم هناك مقابل لكل قيمة يدفعها المواطن الا في بلادنا ..

عليك ان “تكع حتى يصيبك الجرب او تتخلع كراعينك” ومع كل ذلك ليس لك حق المطالبة او الشكوى او حتى كتابة تغريدة لإنك مبرجل بقوانين ابتدعوها لحماية تشريعاتهم ..في بلاد الغرب تحديدا يحددون لك المخالفة المرورية بعقاب اجتماعي احيانا كثيرة لأن الهدف لديهم اقناع الطرف الاخر بعدم التكرار وليس بالدفع من قوت يومك .الغريب حقا ان المخالفات لدينا تسير بمزاجية المسؤل عنها وقد تعمدت للتجربة في مخالفة مرورية على طريق المدينة مكه بسرعة 140 كلم في الساعة وبنفس السرعة في طريق الرياض مكة ..

كانت الاولى بثلاثمائة ريال والثانية بخمسمائة ريال وهذا يدل ان التاجر الذي ابتدع الفكرة الجهنمية كان القصد تجاري على ظهور الغلابة ..ليس هذا شأننا فقد كتبنا عنه منذ نحو خمسة اعوام واشبعناه ضربا وطرحا فقسمَووه على ظهورنا بسياط الدفع ..

المثير في نظامنا المروري هو صبره على الجباية من الناس فتجد مواطنا يحمل مخالفة بقيمة ثلاثمائة الف ريال ولايزال النظام مستمرا في قبول مخالفاته وكأنه يقول ..”ماعليك عندك زود تعال”..ايضا هذا ليس من شأننا ..لكن الله تعالى لم يقبل بكل تلك الجباية على عباده فجاءت النتيجة ان سلط “المجتبي على الجابي” وجعل حيلهم ..بينهم .. اجزم ان ثلاثة ارباع المواطنين يعانون من نظام ساهر ..

والنظام يتحجج بالقانون واحترامه .والقانون يتعلل بالنجاح الذي حققه في تقليل الحوادث ..وكل من دخل في نظام ساهر خرج بالخزي بدأ بمسؤل المرور الذي خرج غير مأسوفا عليه ونهاية بالتاجر الذي دبر وتفنن في جباية الناس ..الاول “اعتلكه” حتى ممن عملوا معه والثاني يطبخ دماغة على ماسيدفعه لوزارة الماليه بعد ان كان يأخذ منها مبتسما ليقع في شباك شَركه الذي كان يبنيه على الناس في مركباته المتخفية على الطرقات السريعة..

ولأن ساهر بدأت بحيلة اسطل القمامة في شوارع البلد فإن مالها الذي تجنيه يدخل في خانة التضييق على الأمة الذى نهى عنه رسول الله صل الله عليه وسلم ..وكل من شارك في جريمة الجباية لن يناله من مالها الا نارها .. اليوم خرجت ساهر من عباءة التاجر لتلبس بدلة المسؤل وتصبح اكثر قوة وفتكا من ذي قبل ..وح تدفعوا ..يعني ح تدفعوا .. ولن تجدي كل تلكم الاستجداءات بشأن وقف الدفع لأنه البقرة لاتنتج حليبا صافيا فحسب ..بل وبقوة قانون الجباية ..تبيض ذهبا ..فأين يذهب ذلك الحليب وتلكم البيضات ..ادري بس ماراح اعلمكم ..واسألوا مجلس المتقاعدين في شورى البلد ..وكفى ..الله يستر .. لانروح وطي..