‏خلال الأيام الماضية بعد الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات السوري حاول النظام السوري التقليل من الضربة وذلك بإطلاق عدد من الطائرات من المطار الذي تعرض للضربة .

‏ويبدو أن نظام بشار كان يريد في إقلاع تلك الطائرات توجيه رسالة دعائية فقط لأتباعه وحلفائه داخليا وخارجيا أن الضربة الامريكية لم توثر فيه وأنه مستمر في قصفه للمدنيين والأبرياء بأسلحته وبراميله المتفجرة .

‏وسواء تأثر مطار الشعيرات أو لم يتأثر من الضربة , في اعتقادي أن الهدف من الضربة الامريكية ,ليس المقصود تدمير المطار بحد ذاته لكن الهدف إيصال رسالة للنظام السوري وحلفائه من (الروس) و(الإيرانيين) أن “امريكا ترمب” لا تحسب لهم حساب وأنها سوف تضرب أي هدف داخل الأراضي السورية متى ما أرادت ذلك . ومتى ما كانت الحاجة دون أن تحسب لتلك القوى التي جعلت من نفسها لاعبا رئيسا خلال السنوات الماضية في ظل إعطاء “أمريكا أوباما” الضوء الاخضر لها لتكون هي المسيطرة في المشهد السوري . ولهذا كانت إدارة ترمب تنتظر فرصة العودة بقوة للمنطقة بعد تراجع دور أمريكا خلال رئاسة أوباما.

فكانت صور ضحايا مجزرة “خان شيخون” السورية مبررا كافيا لاستثمار الفرصة, والعودة بقوة إلى المشهد السوري ولعب أدوار قيادية في المنطقة خاصة ان الولايات المتحددة تدرك جيداً أن الأزمة السورية سوف تنتهى على طاولة المفاوضات, ‏ولهذا فإن هذه الضربة لن يقتصر تأثيرها على الأسد ورسيا فقط، ولكنها سوف يكون تثيرها أقوى على إيران ، إذ أن الميليشيات الإيرانية واللبنانية التابعة لها “حزب الله” يقاتلون في سوريا بتغطية جوية أسدية دائماً، ولهذا لن تقوم روسيا بهذا الدور بدل طائرات النظام في المستقبل .

‏وأجزم أن أوباما “الرئيس المتفرج” لو قام بمثل هذه الضربة أو ضربات متتاليه منذ عام 2012 لما هلك مئات الآلاف من السوريين وتشرّد الملايين منهم وربما كانت رادعاً للنظام السوري وحلفائه لوقف اعتداءاتهم الهمجية على الشعب السوري وقتلهم وتهجيرهم، وانتهاكاته المستمرة للقوانين .

‏ولهذا فإن هذه الضربة ستجعل ردة الفعل سواء كانت روسية أو سورية أو إيرانية محسوبة لأن ردة الفعل المضادة الأمريكية سوف تكون على أرض الواقع , ولن تترك فرصة لتلك القوى في السير على ما كانت عليه في عهد الادارة الأمريكية السابقة . فواشنطن مستعدة أكثر من أي وقت مضى لشن ضربات جديدة ضد النظام السوري اذا استدعى الأمر.

‏وهذا ما جعل روسيا تقوم بزيادة التحصينات الدفاعية في قواعدها العسكرية ومركز الإمداد التقني التابع للقوات البحرية الروسية في طرطوس وفي حميميم بمنصات صواريخ “أس 300” و “أس 400” والتي من شأنها أن تؤمن سلامة جنودها بشكل كامل .