تمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من السيطرة على معظم أحياء الجانب الغربي من مدينة الموصل (425 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد أن أحكمت سيطرتها على الجانب الشرقي، لتقترب خسارة تنظيم “داعش” لمعقله الرئيس في العراق، منذ يونيو 2014.

وقدر أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي سابقا (2010- 2015)، عددهم بسبعة آلاف داخل الموصل و12 ألفا في محيطها، أغلبهم أجانب، وذلك قبل انطلاق عملية ” قادمون يا نينوى ” لاستعادة المدينة، في 17 أكتوبر الماضي، فيما يفيد تقدير للتحالف الدولي لمكافحة ” داعش ” بأن عدد عناصر التنظيم تقلص إلى أقل من ألف، ما يعني أن البقية إما قتلوا أو هربوا، يرى خبراء سياسيون وأمنيون أن ثمة تضخيم في عدد عناصر ” داعش ” ، الذي سيطر، عام 2014، على مناطق واسعة في الجارتين العراق وسوريا.

ورغم أن المدة الزمنية لتحرير الموصل من ” داعش ” تبدو صعبة التحديد، رغم أن المحلل السياسي حسني عبيدي، يرى أن معركة الموصل محسومة لصالح الجيش العراقي، إلا أنها قد تتطلب أسابيع إضافية وربما أشهر، فالحكومة العراقية أعلنت قبل انطلاق عملية ” قادمون يا نينوى ” في 17 أكتوبر 2016، أنها ستحرر الموصل قبل نهاية العام، إلا أن تحرير الجانب الشرقي فقط من المدينة تطَلّب ثلاثة أشهر.

أما في مدينة سرت الليبية التي استغرق تحريرها من ” داعش ” نحو 8 أشهر، فإن تحرير آخر حي بها (الجيزة البحرية) استغرق نحو 4 أشهر، مما يعكس ضراوة القتال خاصة في ظل استعمال ” داعش ” المدنيين كدروع بشرية، ولجوئه لتلغيم البيوت، وزرع الألغام واستخدام الانتحاريين والسيارات المفخخة ناهيك عن القناصة.

وأمام عناصر ” داعش ” أربعة سيناريوهات، فإما الانتشار في مجموعات صغيرة داخل العراق، بانتظار إعادة التجميع في قواعد خلفية، أو الهروب إلى الجارة سوريا، لا سيما وأن التنظيم لا يزال يسيطر على مناطق حدودية، أو العودة إلى بلدانهم التي انطلقوا منها، مع احتمال إعادة تنظيم أنفسهم في هذه البلدان، وأخيرا احتمال الفرار إلى مناطق هشة أمنيا تعاني اضطرابات، مثل ليبيا وتونس ومصر وأفغانستان، وفق خبير جزائري وتقارير إعلامية.