لااعرف سببا وجيها يقنعني عن تعمد خراب جادة تبوك او مايطلق عليها جادة الامير فهد بن سلطان وهو اسم من العيب على امانة تبوك ان تعلقه على ركام من الخراب والدمار ولااحد يحرك ساكنا .. فهد بن سلطان الامير قدم وعمل مابينه وبين ربه وهو المسؤل والحاكم الاداري الذي طور في المنطقة.. وان كانت هناك اخطأ جمه وهي واردة مع اي عمل بحجم منطقة تعد الاهم في شمال المملكة ..

بيد ان الرجل عمل خلال الثلاثين عاما المنصرمة كل جهده لإنتشال المنطقة من براثن التأخر هذا يعرفه الجميع ولست بالمجامل في هذا الصدد .. قبيل امس زرت تبوك وانا احد ابنائها الاعلاميين ولدت ونشأت بها ثم فررت منها بجلدي مثل غيري لعدم تقبل بعض مسؤليها النقد البناء ولتحسسهم من اي مقال يحورونه بمزاجيتهم الى اشلاء يقتحمون بها كل قلم يهتم بمصلحة المنطقة ..

لست بصدد الاسترسال في هذا الامر فقد حزنت جدا على وضع جادة الامير وان كنت ارى ان مقام سموه ارفع من ان يطلق عليها وهي بهذا الثوب المزري والمعيب لسموه .حزنت جدا وانا اتجول في الجادة بعدما ازالوا رصيفها الجميل وتركوها على التراب ..هذه الجادة هي سوق تبوك الاول منذ نحو سبعين عاما كانت مزارا لكل قادم للمنطقة وفيها احد اهم قلاع الدولة العثمانية وفيها البقعة الطيبة التي بات فيها سيدنا محمدعليه الصلاة السلام في غزوة تبوك وبني فيها بعد ذلك مسجدا ..

لكنك لاتعرف ماذا يريد المسؤل في تبوك حين يهدم ارصفة المشاة ويتركها على التراب منذ نحو عامين ويوقف حالها التي كانت عليه على الاقل لما مضى من نصف قرن ..قبيل نحو اربعة عقود ان لم تخني الذاكرة كانت الجادة سوق شعبي يطلق عليه الشارع العام هو السوق الرئيس لتبوك وطور هذا السوق بمتاجره في عهد الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز عليه شأبيب الرحمه ثم في عهد الامير ممدوح بن عبدالعزيز لكنه اليوم اضحى في شوارعه الفرعية قطعة من اسواق دلهي في الهند او شوارع بنجلاديش ..

في المساء تعج شوارع الجادة الجانبية بالعمالة التي تبيع البطاطس مع المكياج والثوم مع الملابس عدا عن عربات الطبخ المتنقلة .وحين تسأل احدهم يجيبك ساخرا .” هازا جادة امير فهد بن سلطان” …في كل مرة اصل فيها الى تبوك لزيارة الاهل والاقارب اكتشف تطورا ملموسا لكن بالمقابل ايضا تأخرا واضحا في جل مشاريعها بدأ من الشوارع التي تفرحك بدايتها لتعلق في مؤخرتها بتحويلات توقف جمال اي عمل ..

هناك مشاريع لم تنجز منذ اكثر من عامين وشوارع متوقفه وشبكة تحويلات حتى امام الامارة والامانة وكأنها تقول ..عيني في عينك للمسؤل عنها .. مشكلة تبوك هو العجز الاعلامي والضعف الرقابي فالرقيب لايوصل للمسؤل المعاناة بشكل واضح والاعلام يغني ويطبل على كل حفرة يتعثر فيها المواطن بدواعي انها “بركة” حتى اعتاد الناس على ذلك ولايرى الخلل إلا القادم اليها ..

لدي طلب بسيط لمقام امانة تبوك ومسؤليها ان كان لديهم قليلا من بعد النظر ..رجاء عيبا عليكم ان تزجوا بإسم الامير في كل شاردة وواردة لإن اعادة تجميل أهم واقدم شارع في تبوك في نظري هو الاحترام الفعلي لسموه. وكفى ..