التقيت قبيل نحو عامين برجل الاعمال عدنان خاشقجي في مطار الرياض صادف ان كنت معه في نفس الرحلة ..كان حلمي قبيل نحو 27 عاما ان اجري معه حوار خاصة وانه من اهل مكة ..كيف غادرها وعاش في نيويورك مدينة الصخب والحياة والبذخ ..لم احظى بذلك لكن الصدف جمعتني به بعد ان ترك كل شيء وعاد للوطن ..خاشقجي لمن لايعرف من ابناء هذا الجيل كان رجل اعمال يمتلك المليارات يسافر مع حاشيته المائة واطباؤه السبعة على متن طائرته الخاصة واحيانا لايعرف النوم الا في السماء ..كانت له حياته الخاصة ومغامراته ..

وجدته في صالة انتظار الركاب يقف معنا في طابور طويل لدخول الطائرة وقبلها يقف قبلي امام كشك القهوة يستفسر عن سعرها ولماذا الكوب ب 17 ريال ..تصيبك الدهشة والحيرة وانت لاتعرف هل هو ذاك الامبراطور المالي الذي كانت تستقبله الدول بالسجاد الاحمر؟ ..

سألته فرد مختصرا كل حديث ..ذهب كل شيء واعيش في شقة بالرياض في حي بسيط .. هكذا هي الدنيا لكن خاشقجي الرجل الطيب لم يستفز مواطني بلده ولم يجرح مشاعرهم في يوما .ما ولم يصفهم بأقذع العبارات .

نعم خسر كل ملياراته لكنه لم يخسر الناس ومحبتهم .

خسر الاموال في قضايا انتهت ضده بالظلم والجبروت لكن مشيئة الله ارادت له ان يعود الى مكه ويعيش كما بدأ..

خاشقجي لم يتبرع بثلث ثروته خارج وطنه من اجل ان يصفق له بضعة المهابيل واللصوص ولم يوقف ماله لغير بني جلدته ..

كان يعيش حياته الخاصة كيفما شاء وهذا حقه وانتهى به المطاف من حيث خرج ..

سألته ماذا لو عاد بك الزمن واسترددت مالك ماذا ستفعل ..

نظر نحو الأفق وقال . لن اغادر بلدي سأستثمر فيها ولن امنح غير أبنائه مليماَ ..هذه الرسالة تكفي لأولئك المتنطعين على البلد والمتعالين على ابناؤه ..لسنا هنا نضرب احدا على يديه كي يدفع ويتبرع .

او حتى يسأل عن فقراءونا كيف يعيشون ويتدبرون قوت يومهم رغم ان حكومتنا لم تقصر في هذا الصدد ..

ولكن علينا ان نشد اذنه ان كان حمارا لايعرف قيمة شعب يعيش معه ولايعتبره شيء ..ووطن يحتويه ولا يقدر ترابه ..

شعب لايتهمه احد بالدلع ولايقلل من قدرات شبابه..ثم يتسلتح من هم على شاكلته فوق بلاجات “الفراعنه السمر” متباهيا بعهر الراقصات لحفل يقيمه ويحرك فيه طائرات من اجل فستان زفاف وشموع فرح ..

لانريد معتوها يملك المال ليتهمنا بالدلع .. ولانريد مستشيخا يقلل من عمل ابناؤنا بقدر مايعرف اننا بفلذات اكبادنا نعيش الكرامة في ظل قيادة حكيمة وواعية ..وكفى ..