اهتمت وسائل الإعلام الألمانية، بتعليق ” سوسن شبلي ” وزيرة الدولة للعلاقات الخارجية بالحكومة المحلية لولاية العاصمة الألمانية برلين، على هجوم لندن الأخير، والتى أشارت فيه إلى أن تشجيع الإسلام الصحيح كما تعرفه للفضائل والإيجابيات وتحرير المرأة سيبدو أشبه بأسطورة في وقت يطغي فيه الحديث عن الإرهاب باسم الإسلام، والقمع والتخلف بدول مسلمة.
وأكدت السياسية الألمانية ذات الأصل الفسطيني، على عدم استيائها إذا اعتبرها البعض أنها تجمل الأمور بحديثها عن إسلام يرونه مختلفا عن الصور السلبية المقدمة عن الإسلام في الواقع.
وقالت ” سوسن ” عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، إن أن ما وقع بقلب لندن الأربعاء الماضي، أثار غضبها وحزنها الشديدين، لأن الهجوم ضرب مرة أخرى عاصمة أوروبية، جعلها تشاهد بلا حول ولا قوة ” كيف يقتل متوحشون يدعون أنهم مسلمون الأبرياء باسم الإسلام، ويمارسون انحرافا شاذا باسم ديني الذي عرفت الآخرين به دينا للسلام والمغفرة والرحمة ” ، معتبرة أن تحمل المسلمين بالساحتين الألمانية والأوروبية لمسؤولياتهم بالتعبير عن رفضهم للإرهاب يتطلب أيضا اعترافهم علنا وبوضوح بالأخطاء وجوانب التقصير الموجودة داخلهم.
وأوضحت أن خروج هذا الاعتراف من الغرف المغلقة إلى الرأي العام، والتقليل من الدفاع عن الذات، سيكسب مسلمي ألمانيا وأوروبا مصداقية أكبر لدى مجتمعاتهم ذات الأغلبية غير المسلمة، مشيرة إلى أن الواجب الأكبر للأقليات المسلمة بالغرب بواقعها الراهن هو تقديم فهم معاصر للإسلام، يستند إلى تقاليد الدين العريقة المتمثلة بتعدد المصادر الدينية واختلاف تفسيرات العلماء.
وأضافت شبلى أن ” هذا التعدد ظل سمة مميزة للإسلام على مدار تاريخه، ويتوجب تقبله واحترامه بمواجهة سعى المتشددين لإلغاء هذه التقاليد الراسخة، ليتمكنوا من نشر تفسيراتهم الدينية غير المتسامحة والمحتقرة للأخوة الإنسانية بين البشر ، لافتة إلى أنها رغم عدم تخصصها بعلوم التفسير، تدرك كمسلمة مدى الحاجة لتوافق واضح للعلماء المسلمين بشأن تفسير للقرآن الكريم يربط آياته بالسياق العام في سورها، مؤكدة أن الحاجة لهذا الموقف باتت ملحة لمواجهة تفسيرات حرفية للآيات القرآنية، من جانب أشخاص يتعاملون مع القرآن الكريم على غير حقيقته، كأنه كتاب لوصفات الطبخ يختارون منه ما يوافق رغباتهم ” .
وأكدت السياسية الألمانية أن مسلمي ألمانيا وأوروبا يحتاجون بجهودهم المنتظرة لمكافحة التطرف وتجاوز أخطاء وقصور العقود الماضية، إلى مساعدة محيطهم غير المسلم، موضحة أن الأغلبية غير المسلمة مدعوة لإدراك أن المسلمين هم جيرانهم بالسكن وزملاؤهم بالدراسة والعمل، وأن أكثرهم يرفضون العنف مثلهم، ويتحملون واجباتهم تجاه مجتمعاتهم ونحو تعزيز العيش السلمي المشترك فيها.
وحثت شبلي غير المسلمين في ألمانيا وأوروبا على عدم تقبل ما يروج له المعادون للإسلام وأصحاب التصورات القاصرة على الأبيض والأسود، من تصورات سلبية وأحكام جزافية تجاه الإسلام. ولفتت إلى أن دعوات الانعزال والشعارات المعادية للإسلام تضعف الأكثرية المسلمة الرافضة للعنف، وتخدم أهداف دعاة التطرف والكراهية.
وخلصت السياسية الألمانية إلى أن ” ألمانيا كدولة علمانية تأسست على الحرية وسيادة القانون ورفض العنف تكفل حقوقا متساوية لكل من يعيش فيها، ويتيح نظامها الديمقراطي مكانا حتى لليهود أو المسلمين المحافظين ” .