تداولت السلطة القضائية في مدينة بون مؤخراً و احدة من أغرب القضايا وهي قضية رجل ذهب من تلقاء نفسه إلى الشرطة ليعترف بارتكابه جرائم يعاقب مرتكبها عادة بالسجن لسنوات، “حُباً في الله”.

وكان الرجل الألماني- الروسي إيغور، وهو اسم مستعار استعملته الصحافة الألمانية حفاظاً على هويته، ذو الـ28 عاماً، قد قام بجريمتي سطو منذ قرابة 6 أعوام، تتراوح عقوبة الواحدة منهما عادة بالسجن بين 3 و5 سنوات، ولم تهتدِ الشرطة إلى دليل يقودها إلى الفاعل طيلة السنوات الماضية.

وحسب ما نشرته هفنغنتون العربية نقلاً عن، إكسبريس الألمانية، فإن إيغور ذهب طوعاً، في شهر سبتمبر الماضي إلى الشرطة، بسبب رغبته في التحرر من ماضيه وإراحة ضميره، بالإضافة إلى “حبه لله”، خصوصاً أنه اعتنق الإسلام منذ سنتين.

ولم تصدق عناصر الشرطة في المركز الواقع بولاية شمال الراين فستفاليا ما سمعوه، عندما قال لهم إيغور “أود أن أعترف بجريمتَيْ سطو، كنت قد ارتكبتهما منذ قرابة 5 أعوام”.

وفكّر رجال الشرطة لبرهة في القبض عليه، لكن بالنظر إلى توجهه بنفسه لهم ليقر بما فعل بعد مرور كل تلك الفترة، لم يجدوا داعياً لاعتقاله، فتركوه يذهب.

وروى إيغور أنه كان حينذاك يشرب الكحول ويتعاطى المخدرات ومدمناً لألعاب المقامرة، مؤكداً أنه كان بحاجة للمال فقط، ولم يود إيذاء أحد، وأنه لو كانت الأمور ليست على ما يرام خلال تنفيذ السطو لكان فرَّ من المكان فوراً.

وكان إيغور يحمل خلال الجريمتين مسدس إنذار وسكيناً طول نصلها 15 سنتيمتراً، استطاع بالتهديد بها حينها الاستيلاء على 4800 يورو من محل للمشروبات يدعى “هيت”، عندما ترصَّد لعاملَيْن فيه وسرقهما فيما كانا يجلبان مدخول عملهما، ثم بتهديد محاسبة متجر “ألدي” والاستيلاء على 355 يورو منها.

ولم يخلِّف إيغور الذي كان حينها مقنعاً أية أثار للحمص النووي الصبغي في المكان، ولم تتوفر صور له ملتقطة بكاميرات المراقبة، وإنما بعض الأوصاف غير الواضحة على نحو “نحيل، يتحدث بلكنة بولونية أو روسية”، فلم تحقق الشرطة بشأنها.

وكان الشاب قد اعتنق الإسلام منذ عامين، وترك من ذلك الوقت تناول الكحول والمخدرات والمقامرة.

وقررت هيئة المحكمة أخيراً بأن القضية تعتبر غير جسيمة، وقضت بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عامين، وأداء 200 ساعة من الخدمة الاجتماعية، أي أنه لن يصبح وراء القضبان، وقبل إيغور الحكم مباشرة داخل قاعة المحكمة.