رحلت المقاومة والفنانة الفلسطينية ريم البنا، وتركت جرحا عميقا داخل الأمة العربية والوطن العربي والعالمي الحر، لأنها كانت رمزا مشرفا للمقاومة والتحدي في وجه المعتدي المحتل وفي وجه المرض اللعين أيضا.

كتبت ريم قبل وفاتها بأيام رسالة مؤثرة لتخفف من الألم عن أبنائها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

ودونت ريم بنا قائلة: “بالأمس كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي فكان علي أن أخترع سيناريو، فقلت لا تخافوا هذا الجسد كقميص رثّ لا يدوم حين أخلعه، سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق، وأترك الجنازة “وخراريف العزاء” عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام، مراقبة الأخريات الداخلات، والروائح المحتقنة”.

وأضافت: “وسأجري كغزالة إلى بيتي، سأطهو وجبة عشاء طيبة، سأرتب البيت وأشعل الشموع، وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة، أجلس مع فنجان الميرمية، أرقب مرج ابن عامر، وأقول هذه الحياة جميلة، والموت كالتاريخ فصل مزيّف”.

وتابعت الفنانة الفلسطينية قائلة: “عبء على الطب الذي عجز عن كل ما أُصبت به، عبء على المشافي التي لن تسع جسدي الصغير، عبء على وطن عشقت، ولا حيلة في اليد فأنا لستُ “شاكيرا أو مدونا” لتستنفر البلاد من أجلها، عبء على الطبيب حين يفقد القدرة على فعل شيء رغم أنه وعد بتوفر الحلول دوماً”.

وواصلت: “عبء على الجسد والوجع والروح، عبء على “أصدقاء متجاهلين” سقطوا في ملذاتهم وتسرّبوا من بين الأصابع كالهفوة، عبء على الأنفاس الضيقة، عبء على ليل لا يحتمل أرق مألوم، عبء على الهواء وورد الشبابيك الذي لا أصل، عبء على درب الأحلام الذي لم تعد تطأه قدماي، عبء على الحب الذي يجعلنا كريشة طائشة خفيفة، عبء على الومضة مهما لمعت، عبء على العبء”.

واختتمت ريم بنا: “وحدهم أحبتي مَن حولي لا يتذمرون، وحدهم أحبتي لا يفقدون الأمل ولا يكلّون، وأنا بين حد سيفين، في غيبوبة التأمل، أتدرّب على نهاية ساخرة”.

يذكر أن ريم بنا فنانة فلسطينية ولدت بمدينة الناصر عام 1966 وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة الصباغ، واشتهرت بغنائها الممزوج بالتراث الفلسطيني والموسيقى العصرية، وأغانيها التي غلب عليها الطابع الوطني.

وأصيبت ريم بمرض السرطان قبل 9 سنوات، وتوقفت عن الغناء عام 2016 بعد إصابتها بالشلل الوتري، ووفاتها المنية فجر أمس السبت في العاصمة الألمانية برلين.