طالب الدكتور حمزة بن سليمان الطيّار إمام وخطيب جامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض ، في خطبة اليوم الجمعة، الموظفين، إلى استحضار حسن النية، وتسهيل حصول المراجعين على حقوقهم الشرعية والنظامية، وعدم التعنت معهم؛ مؤكدا أن التسهيل على المراجعين يعد من أبواب تفريج الكرب.
وأضاف” يكون تفريج الكربات في الضروريات كذلك يكون في الحاجيات، فإن بعض المصالح الحاجية إذا تعطَّلتْ ترتَّبَ على ذلك خللٌ في الضروريات عاجلاً، أو آجلاً، ولهذا يعتري الكرب الإنسان عند ما تنسدُّ أمامه أبواب حاجياته، سواء كانت في الحوائج الخاصّة، أم في المعاملات الرسمية، وقد تنشأ بعض المضايق التي تتحوَّلُ إلى كربة من قصور في الشخص نفسه يَعُوقُهُ عن الوصول إلى مستحقاته الشرعية والنظامية، فبعض الناس لا يهتدي إلى كيفية الاستفادة من الخدمات المتاحة له شرعاً ونظاماً، فمن باب تفريج الكربات مساعدته على الاستفادة من حقوقه بالضوابط الشرعية، ووفق الأنظمة المرعية.
وتابع ” عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – أنّه بكى يوماً بين أصحابه فسُئل عن ذلك فقال: فكّرت في الدّنيا ولذّاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها، ما تكاد شهواتها تنقضي حتّى تكدّرها مرارتها، ولئن لم تكن فيها عبرة لمَن اعتبر، إنّ فيها مواعظ لمَن ادَّكر فإذا تقرَّر ذلك عَلِم الإنسان أن الحياة غِيَرْ، وأن الدهر قُلَّبْ، فلا يأمن ساعات المسرَّة، ولا يخلد لأيام الفرح، فسرعان ما يتلوها ما يكدرها، ويخلفها ما يعكرها، بل عليه شكر المنعم أَنْ أَسْبَغَ عليه النعمة، وَأَدْخَلَ عليه المسرَّة، فلا يفرح فرح اللاهين، ولا يلهو لهو العاصين، ثم ليتذكر مع ذلك ما فضَّله الله بذلك على غيره ممّن نُكِبَ في نقصِ نفسٍ، أو مالٍ، أو بُلِيَ بجوعٍ، أو خوفٍ، ونحو ذلك، يقول الحق جل وعلا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.
وأردف إن من مظاهر شكر المنعم مساندة مَن نزل به البلاء، ومعاونة من حلَّ بهم الشقاء، ولهذا كان تفريج الكربات، وتخفيف آلام الأزمات، من أعظم أعمال البر التي يجزل الثواب العظيم لفاعلها ومضى قائلا انظروا – رعاكم الله – كيف كانت بركة تفريج هذه الكربة، فبجرعات ماء في خفٍّ احتساها كلبٌ في بريةٍ انْحتَّتْ عن هذه المرأة ذنوبها ومنها الزنا الذي هو من أكبر الكبائر، وأشنع الفضائح، فإذا كان تفريج الكربات متوجّهاً إلى المسلم فهو الغاية في الإحسان، وإليه المنتهى في المبرة، فكل كربة تفرجها عن مسلم في الدنيا يفرج الله بها عنك كربة من كرب يوم القيامة.