كشف موقع التسريبات الشهير “ويكيليكس” نحو 9 آلاف وثيقة قال أنها جزء فقط من مجموعة كبيرة من السجلات والخطط والتشفيرات لبرامج تخريبية بحوزته وتشكل كامل الترسانة الأميركية للقرصنة المعلوماتية.
وقال جوليان اسانج، مؤسس الموقع، أنه عمل تاريخي من عدم الكفاءة الكارثي، أن تبني ترسانة مماثلة ثم تخزينها كلها في مكان واحد، منددا بإهمال وكالة الاستخبارات الأمريكية وترك ثغرة مكنته من قرصنة هذه المعلومات من خلال مجموعة المتعاقدين المرتبطين مع الوكالة.
فيما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أن التسريبات دليل على أن أنظمة الاستخبارات الأمريكية عفا عليها الزمن، دون أن يوجه أي انتقادات لويكيليكس على كشفه أسرار أمريكية.
من جانبه قال المتعاقد ألأمني بول روزنزفيغ، إن النتيجة كانت بسبب التدهور المتواصل في الثقة وضررا بسمعة الاستخبارات الأمريكية، مضيفا أن جميع العاملين بالاستخبارات يشعرون بالقلق الآن، مشيرا إلى أن في الخارج اذا كنت من الاستخبارات البريطانية أو الفرنسية أو الإسرائيلية، فأنني بصراحة سافكر مرتين قبل ان أسلم أي شيء الى الاميركيين”.
وأدت عملية التسريب الى تحقيق مكثف في كيفية قرصنة هذه المعلومات التي تشرح بالتفصيل السبل التي تستخدمها السي آي ايه من اجل قرصنة ادوات الكترونية خاصة مثل الهواتف الذكية، ويتوقع أن يركز التحقيق على ما إذا كان هناك اهمال في الرقابة التي تفرضها وكالة الاستخبارات على المتعاقدين الذي توظفهم من اجل ابتكار او تجربة وسائل للقرصنة، أو أن يتحول إلى عملية بحث عن عميل مرتد يسرب المعلومات، بحسب واشنطن بوست.
واشار تيم شوروك الصحفي ومؤلف كتب “جواسيس للايجار: العالم السري لتعاقدات الاستخبارات” الى “طفرة” في لجوء وكالات الاستخبارات الى المتعاقدين في العمليات الالكترونية، بما في ذلك ضمن القوات المسلحة، متابعا “هذه الهيكلية البيروقراطية مؤاتية للتسريبات. اذ ستعثر ضمنها على شخص تعتريه تساؤلات”، في اشارة الى قرار سنودن كشف اسرار وكالة الامن المركزي بعد ان تبين له انه لا يؤيد افعالها.
فيما شكك بعض مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم في تبرير التسريبات بالمتعاقدين، لكن دون ان يكشفوا الاتجاه الذي يسلكه التحقيق، حيث قسموا وجه اصابع الاتهام الى روسيا بعد ان كشفت الاستخبارات الاميركية تدخل موسكو في الانتخابات الاميركية لدعم ترامب في حملته ضد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
يقول روس شولمان أحد مدراء مجموعة “مبادرة الامن الالكتروني” في معهد “نيو اميركا” للدراسات في واشنطن “هناك تكهنات كثيرة حول ما كانت روسيا من يعطي التسريبات الى ويكيليكس لاحراج الاميركيين. لكن كلها فرضيات لا تستند الى وقائع”.
وفي ما يتعلق بما قاله ويكيليكس بأن مصدر معلوماته هو من متعاقدين “سأتعامل مع كل ما يقوله ويكيليكس علنا بكثير من الحذر”.
ويعد التسريب الأخير هو الرابع التي يتم فيها تسريب هذا الكم من الوثائق السرية للاستخبارات الاميركية في غضون اقل من اربع سنوات.
وكانت وكالة الامن القومي (ان اس ايه) تعرضت لضربة مدوية في العام 2013 عندما كشف متعاقد سابق معها يدعى ادوارد سنودن وثائق تكشف كيف قامت هذه الوكالة سرا بجمع بيانات عن اتصالات الاميركيين وبالتجسس على دول حليفة.
ومطلع العام الماضي، عرضت مجموعة قرصنة سرية اسمها “شادو بروكرز” للبيع على الانترنت رزمة من وسائل القرصنة قالت انها سرقتها من وكالة الامن القومي.
وفي اواخر العام 2016، اكتشفت وكالة الامن القومي ان متعاقدا اخر يدعى هارولد مارتن نقل الى منزله ما يقارب 50 تيرابايت من البيانات والوثائق من بينها ادوات قرصنة حساسة.
حتى الان، لا يوجد دليل ان البيانات التي سرقها مارتن اطلع عليها احد اخر، ووجهت اليه الحكومة فقط تهمة نقل بيانات مصنفة سرية في ما يشكل انتهاكا لعقد عمله.