قال الكاتب السعودي، محمد آل الشيخ، أن الترفيه بجميع مجالاته (السينما، المسرح، الغناء والموسيقى) كان حاضرًا بقوة في الماضي، لأكثر من 4 عقود أو يزيد، وأن التشدد والتضييق موجة طارئة على المملكة، مشيرا إلى أن الأفلام السينمائية كانت خلال هذا الوقت تُعرض في الأندية الرياضية بمعظم المدن السعودية.

وأضاف آل الشيخ في مقال له منشور بـ “الجزيرة” أن الحفلات الفنية كانت منتشرة أيضًا، موضحًا أن الفنان محمد عبده أقام حفل غنائي عام 1401هـ في بريدة بالقصيم، كما أحيا الفنان عبدالله الصّريخ حفلًا غنائيًا في نادي طويق بالزلفي عام 1402هـ. كما أقام مجموعة من المطربين السعوديين على رأسهم الفنان محمد عبده والفنان سلامة العبدالله عام 1405 حفلا في عروس الشمال حايل، وشاركهم في إحياء الحفل راشد الماجد، الذي كان حينها ما زال فنانًا صاعدًا”بخلاف إقامة فعاليات فنية واحتفالية لسنوات عديدة حتى بعد ما يسمى بالصحوة المتأسلمة على مسرح المفتاحة في مدينة أبها، التي قاومت الغلاة والمتشددين حتى عقود متأخرة.

وأشار إلى تغير المشهد داخل المملكة في الفترة الصحوية، قائلًا: ” ضُرب التشدد ودعاته أطنابهم في كل المدن السعودية وأريافها، وأصبح التشدد هو التوجه الغالب على مظاهر التدين في المملكة، وتم إقصاء التسامح وكل فعاليات الترفيه، وكأنها رجسا من عمل الشيطان” مضيفا أنه تنامى مع انتشار التشدد سلطات الغلاة، وتسنم أغلبهم سنام الشؤون الدعوية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنهم مارسوا التضييق حتى تحولت كثير من المسائل الفقهية التي هي محل خلاف بين المذاهب، إلى مسائل يزعمون أنها إجماعية، وكان أشهرها على الإطلاق القضايا المتعلقة بالترفيه والغناء والطرب.

وشدد آل الشيخ على أن هؤلاء الغلاة يتقصّدون التضييق بدعوى سد الذرائع أو اتباع فقيه عُرف بالتشدد والغلو، قائلًا: “ففي معاييرهم كل ما اتسعت دائرة التسامح ضعفت وصايتهم وسيطرتهم على الناس، وتراجع نفوذهم، والعكس صحيح”.

وانهى آل الشيخ مقالته: “أغلب من ركب مطية الصحوة كان يهمهم السلطة والنفوذ والوصاية على المجتمع، لذلك يهمهم أن تتسع مساحة المنكر ليمارسوا سلطتهم، ويدفعون بكل قوة أي حجة من شأنها تقليص سلطاتهم، من خلال توسعة مساحات التسامح واللين”.