قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز “بتقديم حزام الكعبة المشرفة”، هديةً تذكارية لمسجد الاستقلال بجاكرتا بعد أن زاره وأدى الصلاة فيه، الخميس.

وتُطرز قطع هذا الحزام على قماش الحرير الطبيعي الأسود السادة، وحروفه مغطاة بأسلاك الفضة والذهب، ويتكون من 16 قطعة، في كل جهة من جهات الكعبة 4 قطع موصلة مع بعضها، حيث يبلغ طول محيط الكعبة تقريباً 47 متراً وعرضه 95 سنتمتراً.

ويضع هذا الحزام على كسوة الكعبة المشرفة بارتفاع 9 أمتار من الأرض، وطرز على قطع الحزام في الكسوة آيات قرآنية مكتوبة بالخط الثلث المركب الجميل، بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.

وكتب هذه الآيات الشيخ عبدالرحيم أمين بخاري، وهو أقدم عامل اشترك في صنع كسوة الكعبة منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود.

ويتميز حزام ثوب الكعبة المشرفة بوضع الخيوط القطنية أولاً بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف على قماش مشدود، ثم يطرز فوقها بخيوط متراصة من القطن الأبيض والأسلاك الفضية، وأيضاً القطن الأصفر والأسلاك الذهبية، في اتجاهات متقابلة وبدقة بالغة.

و الستار عبارة عن 47 قطعة قبل أن يتم تجميعها، تمهيداً لكسوة الكعبة في يوم عرفة من كل عام هجري، حيث يتم استيراد الحرير والصباغ لها من إيطاليا، بينما الذهب والفضة من ألمانيا. ويستغرق إنجاز الكسوة من 8 إلى 10 أشهر من العمل الدؤوب في جميع أقسام المصنع.

ويضم مصنع كسوة الكعبة، 170 عاملاً، من سبعة أقسام هي: المصبغة والمختبر والنسيج والطباعة والتطريز والخياطة، والتي تصب مجهوداتها في صناعة ثوب للكعبة تبلغ كلفته قرابة 22 مليون ريال سعودي.

ويعد مسجد الاستقلال في جاكرتا بإندونيسيا الأكبر في جنوب شرقي آسيا، حيث يتميز بطرازه المعماري، وتعدد طوابقه الضخمة وساحاته الخارجية الواسعة. ويتميز سقف المسجد بالزخارف الإسلامية بأشكال وألوان متعددة، وكتبت في جدرانه عبارة لفظ الجلالة الله ومحمد بشكل بارز.

واستغرق بناؤه 14 عاماً وسمي بمسجد الاستقلال؛ لأنه شرع في بنائه بعد استقلال إندونيسيا عن هولاندا في 1949، وأراد الإندونيسيون حينها أن يشيّدوا مسجداً عظيماً يليق بسمعتهم كأكبر بلد إسلامي سكاناً.