ذو الجسم النحيل ، صاحب الخلق النبيل ، الطائف مدينته ، وبني مالك قبيلته ، إنه القلب الكبير ، خرج قبل الوداع الأخير ، خرج يحمل أمنيات ، يحمل طموحات ، كانت الجامعة مقصده ، بغية علم يحصده .
على غير العادة ، رن هاتفي قبيل الواحدة ، رفعت السماعة ، فأقعدني الخبر عند سماعه ، بدر الابن الأكبر ، وعمره تسعة عشر ، مات في حادث أليم ، مات والله به رحيم .
شاع الخبر سرعة عند الأقارب ، وإنه لخبر موجع كسم العقارب ، في مسجد العباس ، اجتمع الناس ، والصلاة على الأموات ، والبدر بين الجِنازات ، يرفع على الأكتاف ، فيوضع في سيارة الإسعاف ، باتجاه بني مالك ، هناك يابدر ستبقى لحالك.
عيون تذرف ، وأُخر مدامعها ترفرف ، وقلوب تهتف ، يارب ألطف ألطف ، وأبُُ تشاهده صامدا ، لقضاء ربه حامدا ، وقليل مثل صبره سائدا ، ودعناك يابدر ، بعد أن وسدناك المدر ، اتباعا لسنة نبوية ، لكل مسلم من البشرية.
توافد المعزون ، والأصدقاء والمحبون ، فحضر زملاء بدر في الدراسة ، قوم بنوا المجد من ساسه ، فذاك تركي الجعيد ، أتانا بخبر سعيد ، عندما قال : جئناكم ببشارة ، لقد رأيته عند احتضاره ، ينطق الشهادة ، حتى مات في العيادة … رحمك الله يا بدر ، رحمك الله يابدر ، رحمك الله يا بدر.
أخيرًا : الموت حق ، لايعرف كبيرا ولا صغيرا ، وما نحن إلا أموات أبناء أموات ، نحن ساهون مقصرون ، لكننا في رحمة الله طامعين وراجين.
خارج النص :
عدوا السنين لغيبتي وتصبروا
وذروا الشهور فإنهن قصار
التعليقات
رحمك الله يابدر
ورحم الله امواتنا واموات المسلمين
انا لله وانا اليه راجعون
والله يوفقك يابو خالد
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
وأحسن الله عزاؤكم جميعاً
اترك تعليقاً