اقسم بربي الذي خلق السماء بلا عمد إن اقتران الفلاح ب الصلاة في الأذان ليس حبيس القول فقط فما قرن الله الصلاة ب الفلاح إلا لأنها اقصر طريق لبلوغه,فلا نجاح ديني ولا دنيوي إلا بالصلاة ولا نجاح عقيدة إلا بالصلاة ولا نجاح علاقة إلا بالصلاة وهذه الحقيقة شبه مغيبه عن بعض المسلمين فمن يفرطون في صلاتهم يجهلون في الحقيقة أنهم يتنازلون بذلك التفريط عن النجاح بجميع مجالاته كيف لا والصلاة أدق منظم للوقت و اكبر باعث ل الراحة والطمأنينة التي تصقل أي شخصية بشرية وصولا بها إلى أفضلها فمحمد صلى الله عليه وسلم حين نادى ( أرحنا بها يا بلال) هو يعلم يقينا أن فيها راحة تامة تامة من ضغوط الحياة ومشاكلها ونقطة انتقالية من نقصان البشر إلى كمال الإله ففي الصلاة شعور جمالي متكامل يبدأ بأن الله اكبر من كل خيبه ثم يتخللها سجود جسدي وقلبي لملك الملوك يقينا بقربه واستعداده للإجابة فتتجلى عزة الإنسان رغم خضوعه لأن تلك السجدة تحمل في طياتها إجابة ورفعه وغفران وشكوى تقضى بمجرد الرفع منه
في الصلاة وقفة صدق لمن لا تخفى عليه خافيه
في الصلاة توجه للواحد الأحد قلبا وقبلةً وقالبا
في الصلاة انقطاع عن مشاغل الحياة وتفاهات البشر وبث رسالة قيمية عنوانها ي الله أنا العبد الفقير المحمل بالخطايا أقف بين يديك راجيا عفوك ولاحول ولاقوه لي إلا بك فتسمو النفس بين يدي ربها خاشعة ذليلة
صلاتنا ليست تشريع تكليفي بقدر ما انها وسيلة للعيش الرغيد ومصدر لا مثيل له في إستقاء الصبر والقوة فكيف يعيش المريض بلا مسكن والجائع بلا طعام والإنسان في الحياة المليئة بالمنغصات والفتن بلا صلاة؟!
بالمختصر المفيد, إن تركت أو أخرت صلاتك أنت تترك وتأخر تقدمك وتتنازل عن قوتك وتخضع حبيسا ل أسوار الذل والهوى
وحين تحفظ صلاتك أنت تحفظ صلتك بالعلو والارتقاء وتغلف حياتك بالفلاح..
حين تحفظ صلاتك
أنت مطمئن من الداخل وان كنت على رأس الشقاء