تربع ” ستيفن منوتشين ” المثير للجدل منذ سنوات بعيدة، على عرش الخزانة الأمريكية، بعد تصويت مجلس الشيوخ على تعيينه مؤخرا، رغم اعتراضات الديمقراطيين التي لم تفلح في إبعاده عن أحد أهم المناصب في الإدارة الأمريكية.
منوتشين، الذي أدار عمليات التمويل للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، متوقع له أن يشعل فتيل أزمات دولية، ليس لرفض الديمقراطيين الشديد له فحسب، بل لإثارته القضايا والقرارات الشائكة التى قد يتخذها هذا الرجل، وسط تخوفات داخلية من خلق صراعات متعلقة بأمور التجارة والاقتصاد.
ويعد منوتشين، المتربع على خزانة الدول الأقوي عالميا، هو الأغني بين من تولي هذا المنصب في تاريخ أمريكا، حيث قدرت وسائل إعلام غربية، ثروته بما يتراوح ما بين 400 و 500 مليون دولار.
الوزير الجديد الذي ساعد في تمويل أكثر من 100 فيلم، وفقا لهوليوود ريبورتر، ليس رجلا ثريا فقط، ما قد يثير شبهة تضارب المصالح، بل إنه مثير للجدل أيضا عبر تاريخ مهني استند إليه الجمهوريون في التصويت بنعم لتوليه هذا المنصب الرفيع.
منوتشين المولود الثاني، لعائلته ولد في ديسمبر عام 1962، وعمل خلال دراساته الجامعية متدرباً لدى بنك الاستثمار سالمون براذرز في عام 1980، وبعد تخرجه من الجامعة عمل في غولدمان ساكس، حيث كان والده قد عمل في المصرف منذ عام 1957.
ودرس المصرفي والسياسي ستيفن منوتشين في جامعة “ييل”، ليتخرج منها عام 1985، وينضم لمصرف غولدمان ساكس، وما هي إلا سنوات حتى أصيح من بين أبرز الفاعلين في المجموعة التي غادرها بعد 17 عاما في 2002.
وبعد مغادرته غولدمان ساكس عمل منوتشين على تأسيس العديد من صناديق التحوط، ليطلق صندوقا استثماريا يحظى بدعم الملياردير جورج سوروس، وفي غولدمان ساكس عمل منوتشين في قسم الرهن العقاري، ليتولى بعدها الإشراف على الرهون العقارية.
وجه الديمقراطيون سهامهم إلى منوتشين حينما اشترى مع مستثمرين آخرين بنك “إندي ماك الذي” خلف مليار دولار من الإيداعات غير المؤمنة عند انهياره في 2008، وقد باع وشركاؤه البنك في عام 2015، ليجني من هذه الصفقة نحو 1.5 مليار دولار، فيما يتهمه الديمقراطيون بالتسبب في تشريد آلاف الأسر والعائلات الأميركية التي كانت لديها رهون عقارية لدى هذا البنك، وهو ما يرفضه منوتشين.
علاقة وزير الخزانة الأمريكية، بقضية الرهونات العقارية دفعت عضو الكونجرس ماكسين ووترز من ولاية كاليفورنيا، وزعيم الديمقراطيين في لجنة الخدمات المالية للقول بأنه ” ملك الرهونات العقارية “.
وستكون لدى منوتشين مهام صعبة، أبرزها تطبيق سياسة الرئيس ترمب المتعلقة بخفض مستويات الضرائب في أميركا، والذي يحظى بأهمية قصوى من قبل الجمهوريين، إضافة إلى إعادة النظر في القوانين التي وضعت بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، كما سيكون من مهامه زيادة سقف الدين الأمريكي الشهر المقبل، والمساهمة في إدارة الصراع مع الصين، خاصة مع اتهامات إدارة ترمب للصين بالتلاعب في العملة.