تحلم أن تكون أم وزوجة مدللة لزوج يغدق عليها الحنان بلا توقف في منزل هادئ لا يكاد يُسمع فيه إلا الضحكات ، فتكبر ويكبر الحلم وتبدأ ترسم في مخيلتها مواصفات زوج المستقبل بل وحتى أسماء أبناءها المستقبلية إلى حين تلك اللحظة المصيرية التي تُخبر فيها بأن شخص ما تقدم لخطبتها فتبدأ تلمس خيوط الحلم وتعيش لحظاته الأسطورية لحظة لحظة حتى تجد نفسها تختار فستان زفافها الأبيض وتنفق الغالي والرخيص استعدادا لتلك الليلة التي هي بمثابة بوابة عبور من الواقع للحلم ثم تبدأ العد التنازلي لتدخل مسكّن الزوجية وبالفعل تدخل ثم تجد هذه البهجة تهديها لحلمها الأخر في إنجاب طفلها الأول وكيف تَنْشئة وفي منتصف هذه الحياة اللذيذة ،يُقتل كل شي ويتحول الفستان الأبيض إلى اسود والحلم إلى الم والسكن إلى شتات حين يسقط قناع زوجها ويكشف لها ربها أن زوجها مدمن أو مرتكب كبائر أو…

ولم يخبرها أحد رغم علمه وعلم من هم حوله بهذا العيب الذي قد يبدد كل استقرارها ويحول الفرح إلى جرح لا يندمل أبدآ ليصرخ الإسلام ماذا تعرفون عني، فلكل إنسان أو عائلة استغلت الميثاق الغليظ بإخفاء عيب الطرف الأخر والدخول في العلاقة الزوجية على غير وجه حق عليهم بأن يتقوا من لا تخفى عليه خافية فحسب ما ورد بخصوص هذا الصدد في موقع المملكة التربية السعودية الرئاسة العلمية للبحوث والإفتاء

” ..

لا ريب أن الخداع والغش من المحرمات، المعلومة من الإسلام بالأدلة الصحيحة وبالضرورة، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: من غشنا فليس منا والله يقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ فالواجب على الخاطب أن يبين الحقيقة، وألا يكتم عن المخطوبة ما هو عيب ، مثل هذا الحادث ، بل يشرح لها الحقيقة، حتى تكون على بينة، إذا كان به عيب …، أو عيب آخر، وهو كونه لا يأتي النساء، من أجل مرض آخر أو علة أخرى، أو كونه يصرع أو ما أشبهه من العيوب المعروفة، الواجب عليه أن يبين للمرأة الحقيقة، فإذا لم يبين فلها الخيار، وليس له الحق في المهر، فإذا دخل بها وخلا بها، فلها المهر كله، وهو الظالم ليس له حق في ذلك،”

والعكس أيضا فعلى أهل الزوجة أن يبلغوا الخاطب أن كان بها عيبا أو ماشابه وله الخيار في القبول أو الرفض فهذه حياه وعمر وكيان قد ينهار بسبب صدمة يجهل عواقبها الكثير والله المستعان .

ولكل إنسانة لطخ فستانها الأبيض بجهل وخبث ودنس المجتمع اهمس في أذنها بكل يقين أنتي كفستانك في النقاء فلا تسمحي لصدمة الموقف بأن تقتل فيك أحلامك الجميلة واعلمي يقينا أنهم لو اجمعوا على إلحاق الضرر بك وربك لم يكتبه لك فلن ولن يستطيعوا لذلك تيقني جميلتي بأن ما أصابك لم ليخطئك فالحمد لله على الأقدار إن كانت من من هو ارحم بنا من أمهاتنا لذلك انهضي وأنعشي الفرح في روحك المتفائلة واهزمي الخذلان وواصلي حلمك وضعي كل إحساس قد يكبلك تحت أقدامك وانظري للمصاعب على أنها فرص لكشف ماهية الناس وتحقيق الذات والوصول بها للقمة .

يا ذات الفستان الأبيض ربك نزهك ورفع شأنك وحفظ حقوقك و رسولك محمد صلى الله عليه وسلم هتف من أعلى منبر البشرية في أخر أيام عمره ب الرفق بك فلا يضرك من ضرك وكوني زوجة أنيقة في كل شي وأخت لطيفة ونبراس هدى ومدرسة لتخريج عقول نيره وابنه باره وإنسانة لا تنحني إلا في السجود ..