انتهت عمليات التحقيق مع 11 مشتبهاً في علاقتهم بهجوم إسطنبول ليلة رأس السنة، من بينهم زوجة منفذ الاعتداء عبد القادر ماشاريبوف، والتي طالبت خلال التحقيق معها بإيجاد ابنها، الذي اختطفته “خلايا” تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بعلم زوجها، مشيرة إلى أنهم قرروا أخذه إلى إيران، قبل أن تكشف عن معطيات جديدة بشأن زوجها.

وقررت محكمة الصلح السادسة، في مدينة إسطنبول، التحفّظ على 11 متهماً، بشبهة مشاركتهم في تنفيذ الهجوم الذي استهدف نادياً ليلياً في مدينة إسطنبول، وأوقع 39 قتيلا، معظمهم من جنسيات عربية، وجرح 64 آخرين.

ووجه الادعاء العام للمتهمين عدة تهم، من بينها “العضوية في تنظيم إرهابي” و”محاولة إزالة النظام الدستوري”، و”المساعدة عن عمد في قتل إنسان”.

وبحسب التسريبات التي تداولتها الصحافة التركية بشأن إفادات المتهمين، فقد أكدت زوجة المنفذ، زارينا نورلاييفا، أنها لم تعلم أي شيء عن الهجوم حتى تم اعتقالها، مضيفة أن “الكثير من التهم الموجهة إليّ غير صحيحة. والشقة التي مكثت فيها لمدة عشرين يوماً لم يفتح فيها أي موضوع متعلق بـ”داعش”، ولم أكن أعلم بأن المقيمين معي من أعضاء التنظيم.. لقد مضى على قدومي إلى تركيا مدة عام، وقد أتيت برفقة زوجي عبد القادر ماشاريبوف من إيران عبر الطرق غير الشرعية”.

وتابعت نورلاييفا: “لقد خرج زوجي من المنزل قبل ثلاثة أيام من الهجوم، ولا أعرف أي شيء عما فعله.. لطالما كان مشغولا بالحاسوب، وبعد العملية، وبينما كان يتم نقلي من شقة إلى أخرى، سألت أحد رفاق زوجي عنه، فقال لي: “لا تسألي كثيرا”، وقبل أن يتم اعتقالي جاءني شخصان وقالا لي: “ألبسي الطفل لأنه سيتم نقله إلى إيران”، وأبلغوني أن زوجي على علم بالأمر”.

وأشارت نورلاييفا إلى أن زوجها بايع “داعش” في باكستان، وذكرت: “لقد خرج زوجي قبل 3 أو 4 أيام من المنزل، ولم ألتق به بعد ذلك. أخبرني في باكستان بأنه بايع “داعش”، وعندما سألته كيف بايع التنظيم وهو غير موجود هناك، أكد لي أن هناك ممثلين له قام بمبايعتهم”، مشيرة إلى أنه قال “يجب علينا أن نذهب إلى سورية للمشاركة مع “داعش”، وكنت قد اتخذت قرارا بيني وبين نفسي، قبل أن يبايع زوجي التنظيم، وتحدثت مع والدتي في ما يخص الذهاب إلى تركيا، حيث اتفقنا أنه إن ذهبتُ لتركيا ستأتي هي أيضا، لأن المنطقة التي كنا نعيش فيها تحت وطأة حرب، ولذلك اتخذت قراراً بالبقاء في تركيا، وقلت لزوجي إني لن أذهب معه إلى سورية”.

وأكدت نورلاييفا أن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” أبلغوها، خلال نقلها من منزل إلى آخر في إسطنبول، بأنه عليها أن تبدأ بالحداد على زوجها وتدخل العدّة، مضيفةً: “ولكن بعد ذلك أكدوا لي أنه لا داعي للحداد، لأن زوجي لم يمت، ولم أر وجه الذي أبلغني بالأمر”، وعندما سألت عن التفاصيل، أخبرني أن زوجي قام بـ”عمل كبير”، مشددة: “حتى اعتقالنا من قبل الشرطة لم أكن أعلم شيئاً، وعلمت بعدها بأن زوجي نفذ هجوم راينا”.

وطالبت نورلاييفا السلطات التركية بمساعدتها لإيجاد ابنها، قائلة: “أرجوكم ساعدوني في إيجاد ابني، أنا لا علاقة لي بكل ما حدث، وأود أن تطلقوا سراحي”.