سلطات وسائل إعلام كندية الضوء على أحد ضحايا العملية الإرهابية التي وقعت في مسجد المركز الإسلامي في مقاطعة كيبيك ، وهو سفيان عز الدين، صاحب متجر اللحوم الشهير في المنطقة، والرجل الخدوم الذي لم يكن يدخر جهداً في مساعدة الآخرين.

وأوضحت أن المتجر تَحَوّل إلى مزار للمُعزّين خلال الساعات الماضية؛ فليست الجالية المغربية أو المسلمين وحدهم مَن آلمهم رحيل عز الدين ومعه القتلى الخمسة الآخرين؛ بل كذلك الكثير من سكان كيبيك؛ إذ كان عز الدين محبوباً من لدن الجميع، وكان يقدم مثالاً قوياً على قدرة المسلم على الاندماج في وسط غربي والتعايش مع الآخرين.

وذكرت أن سفيان عز الدين، قضى نحبه وهو في سنة الـ57، له ثلاثة أبناء، حاصل على شهادة الدكتواره في البيولوجيا، وصل إلى كندا قبل ثلاثة عقود تقريباً، وكان هو أول مَن أنشأ محلاً لبيع المنتجات الحلال في كيبيك، كما كان يحس في أيامه الأخيرة أنه قد يموت شهيداً؛ خاصة بعد سفره برفقة زوجته إلى العمرة قبل أسابيع.

ونقلت مواقع عالمية عن جارته وصديقة أسرته قولها: في ليلة مقتله بدأ عز الدين تناول العشاء مع أسرته، والتحق بالمسجد لأجل تأدية صلاة العشاء، وكان المسجد غاصاً في تلك اللحظة بالكثير من المصلين بينهم نساء ورجال؛ إذ كان المركز ينظّم حملة تبرعات لصالح سكان غزة، وبعد صلاة العشاء، تَفَرّق عدد من المصلين، وبقيت فقط نسبة قليلة تحرص على أداء الشفع والوتر.

وأضافت أن منفّذ العملية أتى خلال أداء صلاة الشفع والوتر، ولو أتى مبكراً لكانت حصيلة القتلى أكبر، وبعد سماع صوت إطلاق النار، تَشَجّع ” عز الدين ” وأخبر المصلين عن أنه سيخرج لإيقاف مُطلق النار؛ لأجل منعه من قتل مَن كانوا داخل المسجد؛ فكان عز الدين أول القتلى وأكثر مَن استقبل صدره رصاص الجاني.

فيما نعت صفحة المركز الإسلامي لكييبيك في ” فيسبوك ” ، عز الدين، وتعددت الشهادات بحق الراحل؛ فقد كتب ” عمار ” : ” كان رجلاً جد لطيف، دائم البسمة. أؤكد أنه كان إنساناً رائعاً محبوباً، يحب الجميع.. لا أستطيع وصفه بكلمات معدودات.. فدموعنا تقول كل شيء ” ، وكتب ” حكيم ” : ” ساعدني كثيراً عندما كنتُ أُعِد لعشاء للشباب المسلم في الجامعة ” .