كانت الأنباء التي أفادت بأن الطالب الكندي الفرنسي، ألكسندر بيسونيت، يواجه ست تهم بالقتل، وخمسا بالشروع في القتل بعد الاعتداء على المركز الإسلامي في كيبيك بمثابة الصدمة، لكثيرين ممن عرفوه في العمل، أو في الجامعة وكذلك جيرانه.

وقام مسلح بإطلاق النار على المصلين في مسجد المركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك الكندية الأحد الماضي، فأودى بحياة ستة أشخاص، فيما جرح 19 آخرين، جميعهم من الرجال.

وتمكنت الشرطة من القبض علي بيسونيت، ووجهت له التهم السابقة.

ورأي أغلب من تحدث عن بيسونيت إلى وسائل الإعلام الكندية بأنه إنطوائي، وخجول ومتواضع.

وبعد إلقاء نظرة سريعة على آراء المتحدثين في هذا الرجل، المتهم بارتكاب أسوأ حوادث القتل الجماعي في كيبيك، تتضح الصورة.

وذكرت صفحة بينوسيت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي حذفت الآن، أن بيسونيت كان يعيش في ضاحية قريبة من مدينة كيبيك، وإنه كان طالبا في البحرية.

ونشرت تلك الصفحة صورا لا تختلف عن تلك التي تحملها صفحة أي رجل في مثل عمره وخلفيته الاجتماعية، وفي حالته تضمنت صفحته صورا له في مناسبات عائلية، وصورة ذاتية يقول فيها إنه “مسافر إلى أرض التخييم”.

وشملت منشور آخر، يعود إلى نوفمبر الماضي، فيديو للحديقة الوطنية بجبال “ترونغات” بمنطقة “نيوفاوندلاند”، كُتب عليه: “سأزور هذا المكان يوما ما”.

وأستأجر بيسونيت، البالغ من العمر 27 عاما، مسكنا مع شقيقه التوأم، بالقرب من المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، وذلك وفقا لقناة سي بي سي نيوز مونتريال.

وتعلم بينوسيت العلوم السياسية، وعلم دراسة الإنسان (الإنثروبولوجيا) في جامعة لافال، التي تقع أيضا بالقرب من المسجد.

وعرف عن بيسونيت ولعه بألعاب الفيديو، وأنه موسيقي محترف، وعضو نشط في نادي الجامعة للشطرنج.

وذكر البروفيسور “جان سيفيني” لموقع thestar.com : “لقد أعطى انطباعا بأنه شخص جيد للغاية” بينما قال أحد زملائه بالجامعة للموقع ذاته بأن بينوسيت لم يبد كشخص عنيف.

ونُقل عن زميل بيسونيت قوله: “لقد كان خجولا وانطوائيا، وصعب المراس إلى حد ما”، فيما اعتقد البعض أن الجزء المظلم المزعوم في شخصية بيسونيت لم يكن معروفا.

وأضاف فرانسوا ديشان، المسؤول بمنظمة “مرحبا باللاجئين” أن المشتبه به كان معروفا بآرائه اليمنية المتطرفة.

وكتب ديشان على صفحة المنظمه بموقع فيسبوك: “لقد كان بيسونيت لسوء الحظ، معروفا لكثير من النشطاء، باتخاذه مواقف قومية مؤيدة للسياسية الفرنسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان، ومواقف مناهضة للنساء، في جامعة لافال، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي”.

ونُقل عن أحد جيرانه قوله إنه كان “منزوي للغاية، وانطوائي وغير اجتماعي بالمرة”.

وقال زميل دراسته “فنسنت بواسونو” لموقع “ذا غلوب آند ميل”، The Globe and Mail، إن الملف الشخصي لـ بيسونيت على الإنترنت وصداقاته المدرسية، لا تكشف الكثير عن معتقداته المتطرفة، لكنها أصبحت مؤخرا أكثر وضوحا”.

وبدا ذلك الأمر واضحا خلال زيارة مارين لوبان لمدينة كيبيك، ما شجع بيسونيت على التعبير عن آراء أكثر تطرفا على الإنترنت تأييدا لها.

وقال بواسونو: “لقد أسقطته من تفكيري لأنه كاره للأجانب، ولم أفكر فيه باعتباره عنصريا تماما، لقد كان منبهرا بحركة قومية عنصرية محدودة التأثير، لكن لم أتوقع يوما أن يكون عنيفا”.

وأوضح ديشان لموقع ذا غلوب أند ميل: “لقد كان شخصا يكتب تعليقات متطرفة، بشكل متكرر على مواقع التواصل الاجتماعي، تسيئ إلى اللاجئين والمؤيدين لحقوق النساء.

لم تكن كراهية صريحة، وإنما جزءا من حركة الهوية الوطنية المحافظة الجديدة، والتي تعد غير متسامحة أكثر منها متبنية للكراهية”.

ووصف كل من ديشان وبواسونو، كيف بدأ الطالب، الذي كان كتوما ومكبوتا، في التعبير عن آراء قوية مناهضة للهجرة، وموجهة خصوصا للاجئين المسلمين.