قبل أيام انتشر مقطع لمواطن يشرح فيه معاناته مع أحد مدعى الطب الشعبي والذي أشبع جسده بالكي من رأسه حتى قدمه. بل إن ما قام به ذلك المعالج في اعتقادي هو نوع من أنواع التعذيب الجسدي الذي يعاقب عليه النظام .

‏ وللأسف أن كثيراً من أولئك الأشخاص لازالوا يتسترون تحت غطاء الطب الشعبي أو الرقية الشرعية ويتظاهرون بأنهم رقاة وأطباء شعبيون يعالجون كثيرا من الأمراض سواء أكانت نفسية أو عضوية ويمارسون ذلك بشكل علنِي تحت أسماء وألقاب مستعارة بل إن أكثرهم (اكتسح) مواقع التواصل الاجتماعي وأنشأ حسابات ومعرفات مجهولة أغلبها تكتب بالكنية مثل ( أبو فلان… وغيره)

‏كل ذلك لإيهام الناس والتلبيس عليهم, والكذب والافتراء وتحميلهم فوق طاقتهم واستغلالهم , فنجد المغالاة في أسعار القراءة. فلديهم قراءة خاصة وقراءة عامة وزيارة منزلية بل إن بعضهم ينافس أفضل الأطباء الاستشاريين في أسعار الكشف والجلسات، ناهيك عن قيمة العلاج التي قد تصل إلى آلاف الريالات والذي لا يتعدى في الغالب كيلو من العسل أو حبة سوداء أوزيت زيتون أو(قارورة) ماء وكلها لا تتجاوز 50 ريالاً.

‏ والأخطر من ذلك استخدام بعضهم مجموعة من الأعشاب والخلطات المجهولة التي قد تؤدي في بعض الأحيان للوفاة – لا سمح الله – أو إتلاف بعض أجهزة الجسم الحيوية. بل إن بعضهم يستخدم أجهزة كهربائية أو قطع حديدية غير صالحة للكي لكي يقوم ” بحرق وتشويه جسد المريض” مثل ما قام به ذلك المعالج مع صاحب المقطع .

‏ومن المؤسف أن أولئك الدخلاء على مهنة الطب والرقية الشرعية يجدون إقبالا كبيرًا من بعض الجهال والبسطاء من المرضى الذي يقعون فريسة لهم يبتزون جيوبهم ويعمقون أوجاعهم ، لاسيما بعدما يسأم المريض من الدواء الكيميائي ويفقد ثقته بالأطباء بالإضافة إلى المواعيد الطويلة التي تصل إلى عدة أشهر في كثير من المستشفيات الحكومية أو الاستغلال الذي يجده المريض من بعض المستوصفات والمراكز الخاصة والأهلية , مما يدفعه لطرق باب الرقاة ومدعي الطب الشعبي.

‏ و يكون مصير ذلك المريض المسكين تذكرة دخول إلى متاهات وأمراض جديدة ومجموعة من الأوهام التي يجلبها له أولئك الدجالين وخاصة النساء بسبب اللجوء إلى أولئك الرقاة والأطباء الشعبيين المزعومين الذين لا يتورعون عن الكذب والتّلفيق بل يصل الأمر في بعض الأحيان الى الابتزاز والخلوة المحرمة مع النساء، . فكم من شخص اجتاحت حياته الوساوس من كثرة التردد على مدعي الرقية الشرعية أو الاطباء الشعبيين .

‏في ظل إهمال واضح من الجهات المعنية في منع وتتبع ومراقبة أولئك الاشخاص الذين يدعون الطب الشعبي والرقية الشرعية ومراقبة تلك الاستراحات التي يقومون باستأجرها بين كل فترة واخرى وفي أمكان متعددة حتى يبتعدوا عن الاعين. ولا يكتفى بأخذ تعهد عليهم, لانهم سوف يمارسون ذلك في اماكن ومناطق أخرى وتحت اسماء مستعارة بل يحولون الى هيئة الادعاء والتحقيق العام مع التشهير بهؤلاء المحتالين، وفرض عقوبات أكبر لانتهاكهم حقوق الأفراد وتجاوز الأدبيات الإنسانية بالاعتداء والنصب على الغير بدون وجه حق.

‏وايجاد لائحة خاصة لعمل الرقاة الشرعيين، بهدف حماية المجتمع من تجاوزاتهم وفرز الرقاة الأتقياء المخلصون، الذين يعملون وفق ما تنص عليه الشريعة الاسلامية، هدفهم من ذلك علاج ومساعدة المرضى والترويح عنهم دون مقابل أو استغلال .