لااحبذ وضع مقدمات مملة لكل مقال ..

هذه طريقة حجرية لم تعد تقنع القاريء …

ذات يوم صحوت على خبر صاعق مفاده ارتفاع اسعار القبور ووصل سعرها بقياس المليمتر ..

وتتراوح مابين مائة إلى ثلاثمائة ريال ..

هكذا ببساطة أقرت بعض الأمانات لأفرع بلدياتها بتعميد مؤسسات الحفر بالزيادة لكنها بالمقابل كانت أكثر لطفا مع موظفيها بمنحهم استثناء من الدفع لهم ولأقربائهم..

“الواسطة عندنا حتى في الدفن” كل ماعليك عزيزي القاريء أن تحدث مندوب الأمانة بالقول..

“فلان من الجماعة “فيمنحك قبرا على شارع تجاري !! نحن مجتمع هياط من الدرجة الأولى شئنا ام أبينا ونحب الإتكالية في كل شيء .

ماان يذهب أحدنا لإدارة حكومية حتى يتصل بنصف ربعه” تكفى تعرف احد بالداخلية..

عندي معاملة ” خلقنا لأنفسنا جزعا متراكما من كل شيء وساعدتنا الحكومة “جزاها الله خير ” في تنمية هذا الفكر المتأصل ..

ابني في الصف السادس الابتدائي يهاتفني بطلب واسطة عند مدرس الرياضيات لأنه صديقي كي لايرسب ولو انه فهم الدرس جيدا لما احتاج لكل هذه المشقة ..الواسطة في حياتنا نحن من خلقنا قوامها وجعلناها مبدأ نعيش عليه..

بل إن هناك أشخاص متقاعدون كانوا ذات يوم في مناصب يستغلونها اليوم للوساطة بمقابل مادي لتمرير بعض القرارات أو استثنائها.. الغريب عند رفض الشخص الذي نطلب واسطتة نحمل عليه جام غضبنا ونتهمه حتى في وطنيته!!

كل هذه الأسباب تدخل في مفهوم الانضباط وسن القوانين..لماذا لانحتاج للوساطة عندما نكون في أوروبا أو أميركا مثلا ..ونجد أنفسنا ملهوفين عليها في بلادنا ؟ .. وفي مجالسنا لا رغي عندنا سوى ” هذا حقير ومافيه خير”..وهذه السمة اصبحت تلازم أغلب المسؤولين النظاميين لأنهم يرفضون هذا المبدأ لكننا بالمقابل نطالب بسن قوانين منطقية نحترم فيها أنفسنا من هذا الهوان ..

لماذا يلجأ المواطن أو المقيم أو حتى الجني تحت الأرض إلى واسطة لإنهاء مشكلته ..

قبيل ايام أيضا طلب مني احد الاصدقاء المقيمين واسطة لإدخال زوجته إحدى مستشفيات الولادة ..

وهناك أن كنت تعرف مراسل المدير ستحصل على غرفة خاصة مطلة على حديقة المشفى بكل بساطة لأن القوانين معدومه وبالتالي الفزعة والواسطة هي المبدأ المتعارف عليه ..

لا ادعي المثالية والألتزام فقد دخلت الجامعة بالواسطة لأن معدلي ضعيف وتخرجت فيها بدرجة جيد مع الدف والشد بالحبال من التغريز وقبلها رسبت في الصف الرابع الابتدائي مرتين وكنت احقد على مدرس الحساب آنذاك لأعتقادي انه السبب في فشلي وذهبت امي لزوجته ومعها دلة قهوة وصحن ورق عنب تتوسط عندها كي أنجح في المرة الثالثة..

وحصلت على رخصة القيادة للمركبات قبل 25 عاما ولم اذهب للاختبار لأن ابن اخت جارنا في المرور ..

واكتب لكم من هذا المنبر لأن رئيس تحرير هذه الصحيفة صديقي ويقبل هرطقاتي بالواسطة ..

وأخيرا اقسم بالله تزوجت بالواسطة لأن القانون لايسمح لامثالي الاقتران بعربية وعنده زوجة قبلها..

بينما يسمح لفئات أخرى الاقتران حتى “بعبلة ام الصبيان” وهذه الأخيرة فتاة من الجن يقال انها جميله ولكن لها أقدام حمار ..المهم تكفون من عنده واسطة اريد ان ابني ملحق فوق السطوح وقد سمحوا لجاري ومنعوني بحجة النظام ..وكفى