أود أن الج في الأمور دون نمق وهرطقة..لم يعد القاريء بحاجة لذلك.. ابتليت منذ أمد بعيد بالسذاجة الممزوجة بالخبال فقد عزمت النية على ركوب موجة التجارة واعتقدت في البداية أن الأمر سهل جدا .سرعان ماوجدت نفسي في زوبعة لانهاية لها بين العمالة والبضائع والطلبات والبيت والأصدقاء..عجزت أن أجد الوقت الذي ارتاح فيه .كان البعض يشجعني أن

الطريق أمامي وسوف أنجح!! هذا كذب فلا يمكن لعامل القلم والدواة أن يصبح مليونيرا إلا إذا كان نصاب وبكاش وحرامي..وكل اهل القلم ماتوا فقراء ..هذه حقيقة بلا تزلف..اكتملت بضائع متجري وشمرت عن ساعدي اعمل ليل نهار ..

كان في كل مرة يأتي البعض من معارفي يشترون بالآجل على سبيل الثقة لكنهم فروا مني كما تفر الحباري من شباك الصيد ..لااحد يرد على اتصالك والكل يتعذر بعدم القدرة على السداد ..

أعلنت افلاسي ورميت بماتبقى لي من بضائع في مخزنا كبير وبدأت مرحلة تحصيل الديون..”هذا هو الخبال بعين أمه ” لم أستطع أن أعيد كل ماذهب مني بيد اني نجحت على الأقل في استرداد البعض منه ..

كانت أجمل لحظات تحصيل الديون أن أحدهم قال لي لااملك المال ولكن لدي “دباب أربعة كفر” خذه مقابل الدين !!عدت بتلك العربة أجر بعض آمال مافقدت ..

أحد الديانة كان أكثر لطفا بي لاستعادة حقوقي منه فكان أن استضافني في داره العامر وقال لي ..ليس لدي مال ارده لك لكن ..سأعطيك أثمن من المال ..

هذه اختي الصغيرة..زوجة لك .. سال لعابي وانتفضت قوائمي علني اجدد بعضا من الشباب مع زوجة جديدة ..

المهم في الأمر تنازلت عن مالي للزواج بكريمته المصون وبعد أن جاء “بالمملك ” وعقد قراني بها ..دلفت فرحا إليها لمشاهدتها..

كانت فعلا اخته الصغرى لكنها في الستين من العمر وعاجزة عن المشي..!!! وليت الادبار هاربا ..خسرت المال وطلقت تلك العروس الغاربة..

أصدقكم القول أصبحت بحالة نفسية سيئة كرهت النساء بعدها ..

“المهم رجاء لااحد يقول لي تكفى معك سلف” ..لأن من العدالة أن اقولها انا اليوم وليس غيري ..

هذه المنعطفات التي مررت بها هي تجربة قاسية لمن يحاول التنمق للولوج إلى عالم ليس له.. التجارة علمتني مالم اتعلمه في بلاط صاحبة الجلالة..

عرفت معادن الناس.. منهم الطيب والبطال .لكن حتما لم اعرف ساذجا مثل نفسي…