أشار رئيس الجمعية السعودية للامراض المعدية لدى الأطفال الاستاذ الدكتور سامي بن حسين الحجار ان الإنفلونزا من أكثر الأمراض إنتشاراً بين البشر وخاصة في فصل الشتاء حيث تصيب جميع الفئات العمرية وغالباً ما تحدث على شكل أوبئة سنوية يشكل فيها المصابين مصدراً لإنتشار العدوى بين أفراد المجتمع.

وقال د. الحجار ان شدة أعراض الإنفلونزا تختلف حسب نوع سلالات الفيروس والتغُيرات الجينية التي تطرأ عليه سنوياً.

ومن الملاحظ في السنوات الأخيرة إرتفاع نسبة الأشخاص المصابين بفيروس الإنفلونزا والمضاعفات الناتجة عن ذلك وخاصة في الفئة العمرية للأطفال صغار السن والفئة العمرية المتقدمة ممن تجاوزوا 65 عاماً هذا بالإضافة إلى كل من الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة وأمراض نقص المناعة حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى الإرتفاع في نسبة دخول تلك الفئات العمرية إلى المستشفيات إلى ما يزيد عن250000 حالة سنوية وقد بلغت نسبة الوفيات بين الأصابات الشديدة من الإنفلونزا ما بين 3000 إلى 49.000 حالة سنويا حسب تقارير مركز مراقبة الأوبئة في أطلنطا (الولايات المتحدة الأمريكية) ونظراً للتغير الذي يحدث على فيروسات الإنفلونزا سنوياً تقوم منظمة الصحة العالمية برصد هذه السلالات من الفيروسات عبر مراكزها الموزعة حول العالم لإنتاج اللقاحات الوقائية الفعالة سنوياً. وبالرغم من فعالية لقاحات الإنفلونزا في الوقاية من مضاعفات الإنفلونزا ومأمونية اللقاحات المتوفرة وإستخدامها على مدة زمنية تجاوزت 60 عاماً

ونظرًا لكثرة المفاهيم الخاطئة بين أفراد المجتمع عن هذه اللقاحات وتوارد الكثير من الاستفسارات التي اجاب عليها الدكتور الحجار وكانت حول إعطاء لقاح الإنفلونزا .
غير صحيح.تحتوي لقاحات الإنفلونزا المستخدمة في المملكة على فيروسات الإنفلونزا غير الفعالة ولا يمكن أن تسبب الإنفلونزا أو الإعاقات وعند تلقي الشخص للقاح يؤدي ذلك إلى تشيكل مضادات لفيروس الإنفلونزا تقوم بحماية الشخص من الإصابة بالانفلونزا ومضاعفاتها كما تحد من إنتشار الفيروس في أفراد المجتمع. هذا وتقتصر الأعراض الجانبية للتطعيم على آلم بسيط في مكان الإبرة وإرتفاع طفيف في درجة الحرارة وآلام في العضلات أحياناً.

وعن كيفية التصرف في حال عدم تلقى الشخص لقاح الإنفلونزا في بداية موسم الشتاء فلا فائدة من تلقيه لاحقاً .

قال الدكتور الحجار عندما تمت دراسة موسم الإنفلونزا في المملكة تبين لنا وللعديد من الباحثين أن إنتشار ونشاط فيروس الإنفلونزا يمتد من شهر نوفمبر إلى نهاية شهر مارس وهنا يجب التنويه إلى صعوبة تحديد دقيق لموسم الإنفلونزا في المملكة وذلك نظراً لإستقبال المملكة العديد من المعتمرين خلال موسم العمرة الممتد على مدار السنة بالإضافة إلى موسم الحج. لذلك يجب على الشخص تلقى لقاح الإنفلونزا بمجرد توفره والإستمرار في تلقيه حسب الموسم اوفي حال استمرار في تسجيل حالات الإصابة بهذا الفيروس بين أفراد المجتمع.

وحول الإصابة أو تلقى الشخص للقاح الإنفلونزا في العام الماضي وهل يغني عن تلقيه هذا العام؟

اجاب الحجار تعتبر هذه معلومة خاطئة. فالإصابة بالانفلونزا أو تلقي لقاح الانفلونزا في العام الماضي لا يمنح الجسم المناعة في العام الحالي نظراً للتغير السنوي الذي يطرأ على سلالات فيروس الإنفلونزا حيث يتم تحديث تركيبة اللقاح سنوياً حسب سلالات الفيروس التي يتم رصدها مما يؤدي إلى رفع كفاءة اللقاح.

أخيراً إن الطريقة المثلى للوقاية من الإنفلونزا ومضاعفاتها الخطيرة هي في الحصول على لقاح الإنفلونزا حالما يتوفر ذلك وبشكل سنوي وقد حرصت وزارة الصحة في المملكة على توفير اللقاح في المستشفيات والمراكز الصحية الأولية بشكل دوري مما يسهل على أفراد المجتمع تلقيها في المراكز التابعية