وحيدةالمكان، فريدةالأوان،استبشر الجميع بميلادها،فهي لا تشبه قريناتها
ولا تدانيها شريكاتها،كان الفاصل بين ولادتها ونضجها بضع سنوات فقط،أضحت حلما لقاصديها،وموطن أحلام للأطيار والأزهار،يفد إليها كل من سمع بها،في حضنها ولد الشعر،وقام النثر يلوي خصلاتها،أول ما بلغت الحلم
وسفرت عن أسيل خدها باحت بأسرار الجمال،فتسابق إليها الضوء والنوء والأنام،فالأول زادها بهاء،والثاني لف نهديها رواء،والثالث غدت مصدر إلهامهم،وواحةابتساماتهم،ورئة تنفسهم،كانت في ريعان شبابها وافتتان إيهابها عندما أغرت رئيسها في العمل،فأرسل مغازلا من يخطب ودها،التف حواليها،بنى بجوارهاوأكثر
من زيارتها،وبدأ بإيصال باقات الورود
وشيئا من رشقات العطور،ومع ذلك تمنعت وأبت أن تسلم
نفسها،أعيت أهلها،وأشغلت من حولها
وحمد عشاقها الله على نجاتها مرارا وتكرارا من محاولات طمثها،وخدش أنوثتها،ومع نرجسية رئيس وطمع مسؤول،وعدم مراعاة مشاعر
وأحاسيس المحبين والمهتمين،وفي حضرةوجود البديل،عاجلها ذات يوم من يدعي حمايتها والاهتمام بهابطعنة
في خاصرتها الغضة،وقبل أن يعلو صراخها لطمها على وجهها لطمة نثرت
ثناياها،ومزقت قاني شفتيها،ثم انتهك حرمتها،وفض عذريتها عيانا بيانا،فلم تعد قادرةعلى الحركةولا حتى مجرد الكلام وغادرها تنتحب نهبة للعديد من
العمال،فمحو معالم جمالها،وهاهي اليوم على وشك الهلاك،لقد اغتصبوها
وهتكوا عرضها بل ومزقوا ثيابها وأشلاءها!!
وفي حين غرة من أهلي ومع توارد طيفها الآسرالساحر إلى ذهني،ساقني القدر إليها،لم أجدها ولكني وقفت على أطلالها لأجد
بعض الذكريات تناديني وتتوسل إلي أن أنقل بعض شجونها إلى من يسأل عنها يوم القيامة إلى معالي أمين منطقة جازان مع التحية والتقدير:
هذه ابنتكم،ومتنفس محافظةالداير وما جاورها(حديقةالمضبعة بجوار مصلى العيد)غدت سكنا لعمال المحافظة منذ سنتين من الآن وبأمر سعادة الرئيس،ولا عزاء للمواطنين والمقيمين،ولا مراعاة للمجاورين ولاحول ولاقوةإلا بالله،فمااااااااذا ترون معاليكم؟.