تواصل حكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – منهجية الملك المؤسس في رعاية ضيوف الرحمن، وتطوير خدمات منظومة الحج والعمرة، من خلال حزمة من المشاريع الجبارة، والخدمات المتعددة والبرامج المتنوعة، فقد عززت وزارة الحج والعمرة خدماتها الجديدة في منظومة الحج والعمرة، انطلاقًا من توظيف التقنية كمحرك أساسي للتطوير والتحول الإيجابي.
ووفقًا للمركز الإعلامي في وزارة الحج والعمرة أطلقت الوزارة في هذا الصدد حزمة من الخدمات الإلكترونية وتطبيق برامج الجودة، ومؤشرات الأداء، وتسريع معدلات الإنجاز في العمليات التشغيلية لحج هذا العام 1437هـ، وتنفيذ برامج المراقبة والمتابعة الميدانية لتمكين ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بكل سهولة واطمئنان، مؤكداً أن منظومة الحج والعمرة شهدت عديداً من الخدمات الحيوية التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن.
وبيّن المركز أن مشروع خيام ضيوف الرحمن الذي تم تنفيذه في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة الحجاج في منى، تم إنجازه على مساحات تتجاوز المليونين وخمسمائة ألف متر مربع، وتستوعب مليونين وسبعمائة ألف حاج، مما يعد أكبر المشاريع التي تم تنفيذها في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة الحجاج وتحقيق مزيد من الأمن والسلامة لهم؛ حيث قسمت كل قطعة أرض إلى عدة مخيمات، تحدها أسوار، ومشتملة على الخدمات العامة، وتمت إحاطة كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها أبواب رئيسة وأخرى للطوارئ، كما يتخلل المخيم ممرات تم رصفها وإنارتها وتزويدها بإشارات تدخل على مجموعات الخيام، ومخارج الطوارئ وغيرها من الخدمات. بتكلفة تجاوزت مليار دولار.
ورصد مشاريع المملكة لتبريد المناخ وتشجير أماكن الحجاج في المشاعر المقدسة، موضحًا أنه تم تشجير وتبريد المناخ في مشعر منى بنحو 70%؛ حيث يأتي مشروع تشجير المشاعر في إطار التخفيف عن الحجاج والمعتمرين من جانب، وترطيب أجواء العاصمة المقدسة، مسلطاً الضوء على مشروع جسر الجمرات وما قامت به حكومة المملكة العربية السعودية ببناء أول جسر للجمرات من دورين في عام 1975م، ولكن مع ازدياد أعداد الحجاج أصبح هذا الجسر لا يكفي لاستيعاب الأعداد المتزايدة كل عام؛ لذا قررت المملكة عام 2006م، استبداله ببناء منشأة جديدة للجمرات متعددة الأدوار، لاستيعاب أكبر عدد من الحجاج، وتسهيل عملية رمي الجمرات وانسيابيتها بأمن وسلامة.
وأضاف أنه خلال العام 2015 تم تنفيذ توسعة الساحة الغربية للجمرات بمساحة حوالي (40.000م2) من الجهة الشمالية بهدف استيعاب تجمعات الحجاج، وبلغ طول جسر الجمرات الجديد 950 متراً وعرضه 80 متراً، ويتألف من خمسة طوابق يبلغ ارتفاع كل طابق 12 متراً، وله 12 مدخلاً و12 مخرجاً من الاتجاهات الأربعة، بالإضافة إلى منافذ للطوارئ على أساس تفويج 300 ألف حاج في الساعة، وبلغت تكلفته أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال.

وأكد المركز الإعلامي في وزارة الحج والعمرة أن إنجاز قطار المشاعر المقدسة أسهم في الاستغناء عن 12 ألف حافلة في موسم الحج، مبيناً تميز وتناغم قطار المشاعر مع خطط حركة القطارات بين المشاعر بما يتناسب مع ترتيب مناسك الحج بدءاً من يوم التروية وحتى نهاية آخر أيام التشريق، وهذا الكم الضخم من الركاب الذي يستوعبه القطار جنّب مكة المكرمة جانبًا من ظاهرة الزحام أثناء مواسم الحج بعد 100 عام من الزحام؛ حيث وصل المترو لكامل طاقته الاستيعابية البالغة 72 ألف راكب بالاتجاه الواحد كل ساعة، مفيداً أنه يعمل ضمن مشروع قطار المشاعر 17 قطاراً يبلغ طول الواحد منها حوالي 240 مترا، في حين تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد قرابة ثلاثة آلاف وخمسمائة راكب. وخصصت 25% من مساحة كل قطار للنساء وكبار السن. وأبرز حجم الاهتمام بالجوانب الصحية لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام، للحفاظ على طهارتهم من جانب، وإبعادهم عن المكاره الصحية، لعدد كبير من الحجاج والمعتمرين، في بقعة صغيرة؛ حيث تمت تهيئة المشاعر المقدس بجميع مستلزمات الحج الضرورية؛ حيث تم تنفيذ نحو 30 ألف دورة مياه، إلى جانب تكليف مؤسسة متخصصة للقيام بأعمال صيانتها ونظافتها وتشغيلها خلال الحج.
ونوه بأهمية ماء زمزم للحجاج؛ حيث يقف على طول خطوط المشاة من بداية عرفات إلى حدود مشعر منى مشروع سقيا الحجاج؛ حيث تتولى وزارة الحج والعمرة مسؤولية الإشراف على توزيع مياه زمزم لكل حاج بالتنسيق مع المكتب الموحد للزمازمة، ويعد مشروع «سقيا» شاهدًا على عمق هذا العمل من خلال رفع عبء البحث عن المياه التي تمثل الشغل الشاغل للحاج منذ وصوله إلى الأراضي المقدسة، وتقدم مياهاً مبردة لضيوف الرحمن بدرجة حرارة تتراوح ما بين 7 و12 درجة مئوية؛ حيث يتم توزيع قرابة 3 ملايين عبوة مياه زمزم خلال موسم الحج.
وكشف المركز أن مكة المكرمة تحتضن أكبر مسلخ في العالم؛ حيث أنشأت المملكة العربية السعودية أكبر مسلخ أغنام في العالم، وفق أحدث التقنيات الحديثة في أعمال الذبح والتبريد والتجميد للاستفادة الكاملة من لحوم الهدي والأضاحي؛ حيث يعد مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي كياناً خدمياً مهماً لا يهدف للربح، أنشأته حكومة المملكة بهدف خدمة حجاج بيت الله الحرام بتيسير أداء نسكهم من الهدي والفدية والصدقة والأضحية وغيرهم من المسلمين؛ حيث يتولى المشروع مهمة استيفاء الشروط الشرعية والشروط البيطرية في الأغنام عبر كوادر متخصصة في هذين المجالين، بالإضافة إلى تقديم خدمة الذبح والسلخ والتجويف للذبيح من الأغنام والجمال والأبقار وتوزيعها على فقراء الحرم والمحتاجين داخل وخارج المملكة، وعليه فإن المشروع يتطور دوره ومهامه عامًا بعد عام لمقابلة الزيادة المضطردة في مذبوحاته التي اقتربت من المليون ذبيحة، كما يهدف المشروع لتحقيق كامل الإفادة مما يذبح من نسك وإيصاله للمحتاجين من فقراء الحرم والمحتاجين داخل المملكة، وللمحتاجين خارجها في 57 دولة من دول العالم الإسلامي.